طب وصحة

كل ما تريد معرفته عن داء العظمة

داء العظمة – داء من يظن أن الكون كله مخصص له، رسائل العالم مرسلة له فقط،  كل الحروب تقام من أجله، وأن العالم يتآمر عليه لأنه أهم شخص في العالم،  لكن هل هذا هو بالفعل داء العظمة أم له تعريف آخر؟  هذا ما سنتناوله في المقال. 

 

تعريف داء العظمة 

كما يعرف بمرض جنون العظمة وهو يتميز بالهذيان والتخيلات الغير صحيحة والمستمرة حول قدراته الخاصة.

و لكنها تختلف عن الهلوسات التي قد تكن سمعية أو بصرية،  فإن داء العظمة يتمثل في الأفكار نفسها والمعتقدات الشخصية حول الشخص نفسه ورؤيته لذاته. 

 حيث تتشكل للشخص المصاب به أفكارا ونوايا تجاه الآخرين فينتج عنها مشاعر سلبية .

علي سبيل المثال القلق أو الخوف والاضطهاد و نوعا من الشعور بالتآمر عليه لكونه عظيم ومهم جدا بالإضافة إلي مشاكل أخري نفسية وعقلية.

فتتحول هذه المشاعر من مجرد أفكار تتشكل داخل عقلة إلي معتقدات راسخة وغير عقلانية .

و ذلك مهما قدم إليه من أدلة تثبت خطأ هذه الإعتقادات، وعلي الرغم من ذلك فإن حياته العملية تسير بشكل طبيعي.

و لكن يتشكل الخطر كله في علاقاته الإجتماعية. 

ويبالغ فيه الشخص في وصف نفسه بما هو عكس للواقع فيخلق لنفسه عالما آخر من قدرات خارقة للطبيعة وتصورات غير صحيحة بالمرة. 

إنتشر هذا المصطلح كثيرا لدرجة أنه تخطي الوسط الطبي وبدأ في التوسع بين المجتمعات الغير طبية.

وقد يكن داء العظمة هو عرض من ضمن أعراض مرض الإضطراب الوجداني ثنائي القطب .

والذي يتسبب في كون الشخص مفرط في الطاقة والمشاعر أو الحركة ومرتفع المزاج. 

أو قد يكن داء العظمة من ضمن أعراض مريض الفصام أو فيما يعرف بالشيزوفرينيا الذي يعاني فيه الشخص من هلاوس وأفكار خاطئة وغير واقعية وهلاوس سمعية أو بصرية.

وقد يكن المرض- داء العظمة -مستقلا بذاته و ليس عرضا من ضمن أعراض أي مرض. 

أعراض داء جنون العظمة 

تتمثل الأعراض في أشكالا وأعراضا مختلفة ومتنوعة وتختلف أيضا من شخص لآخر.

و لكن تعتبر الأعراض التالية هي أكثر ما يعاني منها مريض العظمة :

  • الإجهاد والتعب المستمر. 
  • القلق والتوتر مما يظنه ويعتقده الآخرون. 
  • عدم الشعور بالثقة من الآخرين. 
  • الإنعزال عن الآخرين والبعد عنهم. 
  • الشك في دوافع الآخرين وتصرفاتهم. 
  • الإعتقاد بأن وسائل الإعلام في التلفزيون أو الصحف أو رسائل البريد الجماعية هي رسائل تقصدك أنت دون غيرك. 
  • اضطراب ثنائي القطب أو الإكتئاب. 
  • كثرة الحركة وقلة النوم وقد لا ينام لعدة أيام متواصلة. 
  • الهوس بالكلام ولا يتوقف عن الحديث. 
  • التنقل من موضوع لآخر دون رابط بينهما او حتي في الأفكار. 
  • كثرة الإدعاء بالأهمية منها الأمور الدينية والطبية مثل ادعاءه بأنه طبيب مشهور ومتخصص في تخصصات معقدة ولا يفهمها غيره. 

أسباب داء العظمة 

تختلف الأسباب المؤدية لداء العظمة من شخص لآخر تبعا لظروفه ونشأته و لكن تتمثل بعض المسببات التالية في الإصابة بداء العظمة :

  • الوراثة فقد لوحظ أن من ينشأون بين عائلة مريضة بالعظمة تتشكل لدي أفرادها أيضا بعض السلوكيات الغير سوية المرتبطة بداء العظمة، كما يتسبب التسلط الأسري والقلق المستمر في العائلة في نشأة غير سوية للطفل لذلك قد ينشأ مصابا بأمراض نفسية ومنها داء العظمة. 
  • الضغط العصبي الذي يجعل الشخص في قلق مستمر ويشك في نوايا الآخرين تجاهه فيصعب التفرقة بين ما هو حقيقي وبين ما هو متخيل فيجعل هذا الشخص عرضة الإصابة بداء العظمة. 
  • بعض الأدوية مثل التي تحتوي علي مواد مخدرة مثل مادة الميثامفيتامين التي تتسب في وجود أوهام تؤدي بدورها إلي  جنون العظمة أو منشطات أو كحول في الإصابة بالهلوسة والذي قد يتطور فيما بعد للإصابة بداء العظمة. 
  • بعض الأمراض كالزهايمر  لأن الشخص نسي من حوله فيجعله ذلك يشك فيهم جميعا. 
  • الأسباب النفسية مثل التعرض للإهتزاز بالثقة بالنفس والإحباط والتعرض للفشل والصراع النفسي والخوف من الفشل. 

 

طرق تشخيص مرض جنون العظمة 

يشمل هذا بعض الفحوصات السريرية التي يقوم بها الطبيب والتي تشمل التاريخ المرضي أو بعض الأسئلة لتقييم حالة الشخص. 

و ذلك للتأكد من خلو الشخص من أي أعراض  وأمراض أخري كالخرف.

وهذا التشخيص يتم من خلال طبيبك الخاص إذا كان متخصص في طب النفس وإن لم يكن فسيحيلك إلي طبيب نفسي متخصص. 

علاج مرض جنون العظمة

تبعا للسبب فإن الطبيب الذي شخص حالة المريض سيقوم بمعرفة أي نوع من الطرق العلاجية سيتناولها المريض وأيضا تبعا لشدة الأعراض. 

تشمل خطة العلاج طرقا مختلفة منها :

  • العلاج النفسي والذي يساعد في تطوير مهارات وسلوكيات الشخص المصاب بداء العظمة مما يجعله أكثر إجتماعية وسلاسة ويجدد قدرته علي التواصل مع الآخرين، ونظرا لأن مريض العظمة لدية معلومات كثيرة فإنه يستدرج الطبيب المعالج إلي مواضيع يجهلها الطبيب مما يجعل المصاب أكثر عظمة في نظر نفسه ويثبت ضعف موقف الطبيب،  فلا يعتمد الطبيب كثيرا علي الأدلة العقلية. 
  • العلاج الطبي مثل إعطاءه أدوية مضادة للإكتئاب أو القلق  وأدوية مهدئية حتي تقل حركته وهي تساعد في إستجابة المريض للعلاج النفسي. كما قد يلجأ الطبيب إلي جلسات كهربائية وبعض المستشفيات تستخدم الإنسولين المعدل. 
  • العلاج السلوكي والذي يهدف إلي تعزيز وتدعيم السلوك الشخصي له ليهز ثقته وعظمته فيجعله ذلك أكثر إستجابة للعلاج بالإضافة أيضا إلي العلاج الإجتماعي والأسري وتعديل البيئة المحيطة بالشخص لمساعدته في تطوير شخصيته. 

 

كيف يمكنك التعامل مع مريض داء جنون العظمة 

  • تقبل هذا الشعور بالضعف الموجود عندهم. 
  • زيادة احترامه وعدم التقليل من شأنه. 
  • تطوير الثقة لديهم من خلال الدعم النفسي الإيجابي. 
  • تعلم كيفية جعلهم يعبرون عما بداخلهم ومع عواطفهم بطريقة إيجابية. 
  • ثقف نفسك في بدء علاقتك معه وذلك للتقرب منه وتعرف علي داء العظمة وأسبابه أو طرق العلاج لمعرفة كيفية التعامل مع مريض العظمة. 
  • شجعه في الحصول علي علاج نفسي عند طبيب متخصص وإذا رفض فلا تضغط عليه وإلا سيضعك في قائمة الأشخاص المحظورين غير جديري الحصول علي علاقة معه. 
  • تجنب الدخول في جدال معه واستمع له جيدا دون مجادلته لأن أحاديثه بالنسبة له واقعية وحقيقية. 

 

المصادر 

Reviewed by Jennifer Casarella، Paranoia,  on October 02, 2019

 

Medically reviewed by Timothy J. Legg— Written by MaryAnn De Pietro, Paranoia, Updated on December 24, 2017

يمكنك معرفة المزيد عن مرض الفصام من هنا  .

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق