ما هي أهم الفحوصات الازمة لتشخيص أمراض الكبد

أنطلقت خلال الشهور الأخيرة حملات لكشفل عن أمراض الكبد وانطلقت حملة لكشف خصيصًا عن الإصابة بفيروس سي، وذلك لأنه يمثل السبب الرئيسي للفشل الكبدي المزمن في مصر. وبدأ الناس يهتمون بأمراض الكبد، و ما هي الأسباب التي تؤدي لفشل الكبد؟ فأخذوا يبحثون عن الفحوصات اللازمة لتشخيص أمراض الكبد المختلفة.

في هذا المقال سنعرض أهم الفحوصات اللازمة لتشخيص الفشل الكبدي المزمن، و أسبابه، كما أننا سوف نتحدث عن الفحوصات الخاصة بالمرارة و الأمراض التي تنتج عنها.

ماهي الفحوصات الازمة لتشخيص أمراض الكبد المختلفة؟

قياس نسبة بروتينات الدم:
إجمالي البروتينات في الدم 6-8gm/dl.
نسبة الألبومين في الدم 4-5gm/dl.
نسبة الجلوبيولين في الدم 2-3gm/dl.
في حالات الفشل الكبدي المزمن : تقل نسبة الألبومين و يزيد الجلوبيولين فيصبح إجمالي البروتينات في الدم طبيعي، و يستخدم الألبومين لتحديد مدي تدهور حالة الكبد.
أما في حالة الفشل الكبدي الحاد: فلا يتأثر الألبومين و تزيد نسبة الجلوبيولين.
و يمكن من خلالهم التفرقة بين الفشل الكبدي المزمن و الحاد.

دعونا نبدأ الحديث بسؤال مهم و هو ما هي وظيفة الكبد في الجسم؟

صنيع البروتينات مثل الألبومين و الجلوبيولين، ويخلص الجسم من الأمونيا السامة عن طريق تحويلها ليوريا.
يقوم بتصنيع عوامل التجلط اللازمة للسيطرة علي النزيف.
بعد الأكل يقوم بتصنيع الجليكوجن( الصورة المركبة من الجلوكوز) و في وقت الصيام يقوم يتكسيره و تحويله لجلوكوز.
يصنع الكولسترول و الدهون الثلاثية كما أنه يخلص الجسم منها أيضا.
يصنع العصارة المرارية اللازمة لهضم الدهون في الأمعاء.
يخلص الجسم من الأدوية و السموم.
يقوم بتنشيط فيتامين د.
يقوم بتصنيع هرمون الإرثروبيتين الذي يحفظ تصنيع كرات الدم الحمراء.
يقوم بتكسير هرمون الإستروجين والأندروجين.
و عندما يفشل الكبد لأي سبب يفقد كل هذه الوظائف مما يحدث خلل في الجسم.

قياس نسبة إنزيمات الكبد في الدم:

اقل الأسبارتيت (Serum Aspartate transferase “AST” or “SGOT”):
هو إنزيم موجود في القلب، الكبد، كلي، عضلات، المعدل الطبيعي له(5-40 IU/L). و تزداد معدلاته في الدم في الحالات الأتية: الإلتهاب الكبدي، الذبحة الصدرية، التهاب العضلات. و نستنتج من ذلك أنه غير مخصص للكبد فقط.
ناقل الألانين (Serum Alanine transferase ”ALT” or “SGPT”): وهو موجود فقط في الكبد، والمعدل الطبيعي له(7-56 IU/L)، فتزداد معدلاته في حالات الإلتهاب الكبدي.
ويمكن من خلاله التفرقة بين الألتهاب الكبدي الحاد و المزمن، ففي الألتهاب الحاد تزداد معدلاته في الدم بالمئات بينما في الإلتهاب المزمن تزداد بالعشرات.

اقل الجلوتاميت(Gamma Glutamyl transferase”GGT”):

هو إنزيم يزداد في الدم في حالة الإلتهاب الكبدي نتيجة الأدوية أو الخمور.
الفوسفاتيز القلوي(Alkaline Phosphatase):
هو إنزيم موجود في الكبد و العظام ، المعدل الطبيعي له في الدم (44-147 IU/L).
في حالة الفشل الكبدي تزيد معدلاتة بأقل من 3 أضعاف الطبيعي.أما في حالة وجود ورم أو كتلة في الكبد تزداد معدلاته بأكثر من 3 أضعاف الطبيعي.

نزيم (5-Nucleotidase):هو إنزيم موجود في الكبد فقط و ليس العظام .فيستخدم لمعرفة سبب زيادة إنزيم الفوسفاتيز القلوي هل هي بسبب الكبد أم العظام؟

حيث أن الكبد يقوم بتصنيع عوامل التجلط (2,7,9,10) باستخدام فيتامين K.
فيتامين K هو إحدي الفيتامينات المذابة في الدهون و يتم امتصاصه من الأمعاء باستخدام العصارة المرارية.
إذا حدث فشل في الكبد لا يتم تصنيع عوامل التجلط حتي لو تم استخدام فيتامين K في الوريد، و لكن إذا حدث إنسداد للقنوات المرارية لا يتم تصنيع عوامل التجلط نظرا لنقص فيتامين k و لكن إذا تم إعطاءه للمريض عن طريق الوريد سوف ينتج عوامل التجلط و ترجع سيولة الدم لحالتها الطبيعية.

تحاليل سيوله الدم هي :

(Prothrombin time ”PT” and concentrations “PC”):
المعدل الطبيعي للPT هو من11-12.5 ثانية ، فهو يقيس الوقت الذي يحتاجة الدم للتجلط في أنبوبة الإختبار بعد إضافة بعض المواد عليه.
PC: يقارن معدلات التجلط في المريض بالشخص الطبيعي.
يمكن باستخدامهم معرفة سبب سيولة الدم، وكذلك تحديد مدي خطورة حالة الكبد.

قياس نسبة الجلوكوز في الدم:

حيث أن الكبد هو مكان أساسي لتصنيع و تخزين الجلوكوز فتتغيرنسبته في حالات الفشل الكبدي. في حالة الفشل الكبدي الحاد تنخفض معدلات السكر بشدة، أما في الفشل المزمن تزداد معدلات الجلوكوز في الدم. في حقيقة الأمر لا يتم الإعتماد عليه بشكل كبير حيث يتحكم في معدلاته عوامل أخري كثيرة.

قياس نسبة الكولسترول في الدم:

حيث أن الكبد يقوم بتصنيع وأسترة الكولسترول (Esterification )، فعندما يفشل الكبد تتأثر تلك العملية. فتكون معدلات الكولسترول في الدم طبيعية و لكن تقل عملية أسترة الكولسترول.
قياس نسبة الألفا فيتوبروين(Alpha fetoprotein):هو بروتين موجود في الدم بمعدل (0-10ng/dl) و يمكن باستخدامه تشخيص وجود سرطان الكبد،التهابات في الكبد،تليف في الكبد،التهابات في البانكرياس،سرطان في الجهاز الهضمي،ووجوده في الدم بنسبة أكبرمن 300ng/dl يؤكد وجود سرطان الكبد.ومع ذلك فإن وجوده في المعدل الطبيعي لا ينفي وجود سرطان الكبد
يقوم الكبد بتصنيع العصارة المرارية من نواتج تكسير الهيمجلوبين الموجود في كرات الدم الحمراء، ثم ضخها في القنوات المرارية بداخله فتتحرك لتصل للمرارة، فيتم تركيز العصارة بداخلها، و بوصول الأكل للإثني عشر تخرج هرمونات لتحفز إنقباض المرارة فتضخ العصارة لتصل إلي الأمعاء عن طريق القناة الصفراوية المشتركة(Common Bile Duct).
إذا حدث خلل في هذه العملية يحدث ما يسمي بالصفرا أو اليرقان.

هناك ثلاث أسباب رئيسية للصفرا(اليرقان)

زيادة تكسير كرات الدم الحمراء فيؤدي لليرقان الانحلالي(Haemolytic jaundice)
عدم قدرة الكبد علي تصنيع العصارة المراريةعند حدوث الفشل الكبدي و يسبب اليرقان الكبدي(Hepatocellular jaundice).
مشكلة في إخراج العصارة من الكبد و توصيلها للإثني عشر و يحدث في اليرقان الإنسدادي(Obstructive jaundice).يمكن التفرقة بين الأسباب الثلاثة عن طريق بعض التحاليل.
قبل شرح هذه التحاليل لابد من فهم طريقة تصنيع العصارة المرارية ببساطة:
عند تكسير كرات الدم الحمراء يخرج الهيموجلوبين، و ينشق لنصفين الهيم و الجلوبين.
يتحول الهيم لهيمبليروبن(وهو لا يذوب في الدم) (hemobilirubin) ثم لكوليبلروبن(يذوب في الدم)(cholebilirubin) في الكبد، ثم ينتقل من الكبد للأمعاء حيث ينزل جزء منه مع البراز و يسمي أستركوبايلنوجين(strecobilinogen) و الجزء الأخر يتم أمتصاصه من الأمعاء حيث يذهب مع الدم للكلي و يخرج عن طريق البول في صورة يوروبايلنوجين (urobilinogen).

و نستنتج أنه يوجد أربع صور يمكن الكشف عنهم لمعرفة السبب

ي حالة اليرقان الانحلالي(Haemolytic jaundice): يزيد الهيموبليروبنو الستركوبايلنوجين و اليوروبايلنوجين.
في حالة اليرقان الإنسدادي(Obstructive jaundice): يزيد الكوليبيلينوجين في الدم و البول و يقل الأستركوبايلنوجين في البراز.
اليرقان الكبدي(Hepatocellular jaundice):يزداد الهيموبليروبن و الكوليبلروبن في الدم معا، كما يزيد الثاني في البول و يقل في البراز.

بالإضافة للتحاليل السابقة يمكن معرفة السبب باستخدام الأتي:

سونار علي البطن :يمكن أن يوضح وجود حصاوي في المرارة، و يفرق بين إنسداد القنوات المرارية من داخل أو من خارج الكبد.
الأشعة المقطعية علي البطن: تستخدم أكثر لتشخيص أورام البانكرياس التي تسبب أنسداد القنوات المرارية.
منظار القنوات المرارية(ERCP) :يستخدم في تشخيص وجود حصاوي في القناة الصفراوية المشتركة التي تمنع وصول العصارة المرارية من المرارة للإثني عشر، كما يمكنه تشخيص وجود أورام في البانكرياس و يمكن باستخدامه أخذ عينة منها لتحليلها.

بعض الفحوصات لمعرفة سبب الفشل الكبدي:

أشهر سبب في مصر هو ألتهاب الكبد الوبائي سي : و يمكن تشخيصه باستخدامالPCR للبحث عن الفيروس، أو تحليل الأجسام المضادة، أو التحليل السريع (Rapid diagnostic test).
ألتهاب الكبد الوبائي B:يمكن تشخيصه بالبحث عن الأجسام المضادةأو البروتين المضاد الموجود علي سطح الفيروس.
البلهارزيا:يمكن تشخيها عن طريق تحليل البراز،فنبحث عن البيضة الخاصة بها تحت الميكروسكوب.
كما يمكن أخذ عينة من الكبد و فحصها لمعرفة سبب الفشل الكبدي بكل أنواعه.

الخلاصة:

للكبد فوائد كثيرة منها تصنيع البروتينات، الدهون،الجلوكوز،التخلص من السموم،تصنيع العصارة المرارية.
لتشخيص أمراض الكبد لابد من إجراء الفحوصات الأتية: تحليل نسبة البروتينات في الدم، تحليل إنزيمات الكبد،نسبة السيولة،الكولسترول و الجلوكوز.
يمكن التفرقة بين أنواع الصفرا(اليرقان) المختلفة باستخدام التحاليل ، الأشعة، المنظار.
المصادر :
https://labtestsonline.org/conditions/liver-disease
https://stanfordhealthcare.org/medical-conditions/liver-kidneys-and-urinary-system/chronic-liver-disease/diagnosis/liver-function-tests.html
https://www.news-medical.net/health/Liver-disease-diagnosis.aspx

https://medlineplus.gov/lab-tests/liver-function-tests/