طب وصحة

كل ما تريد معرفته عن الجراحة عند الفراعنة

الجراحة عند الفراعنة والعلوم الطبية المتقدمة في مصر القديمة، والتي عُثر عليها في العديد من البرديات النادرة، مثل بردية إدوين سميث، والتي تم وصف العديد من الإجراءات الجراحية بها.

كان ثالوث الطب في مصر القديمة هم: الأطباء، والكهنة، والسحرة، وهم الذين تم ذكرهم في البرديات الطبية التي تم العثور عليها.

وعلى الرُغم من ذلك، فهناك العديد من  التخصصات المتقدمة في الطب عند الفراعنة، و بخاصًة الطب الجراحي، سواء كان خاص بالإنسان أو الحيوان.

كشفت البرديات القديمة عن وجود جراحات قد تم اجراؤها خاصة بالجنود وإصابات الجيش، وبرديات أخرى أظهرت السمات التشريحية أو الفسيولوجية للجسم.

الجراحة عند الفراعنة وإجراءات الكشف الطبي

الجراحة عند الفراعنة
الجراحة عند الفراعنة

طبقًا للبرديات التي سيتم تناولها في هذا المقال، فإن الإجراءات الجراحية هذه كانت تتم في عصور الدولة الوسطى، والدولة الحديثة عند الفراعنة.

ولا سيما أن إجراءات الفحص أو الكشف الطبي، قد  تتم خلال عدة خطوات، مثل:

دراسة الحالة المرضية:

 وتكون عن طريق سؤال المريض، والتحقق من وجود الأعراض، حتى يتسنى وصف العلاجات المناسبة، سواء عن طريق الأطباء أو الكهنة.

 والتي غالبًا ما تتداخل فيها وصفات العلاج بطرق علمية، مع  بعض الطقوس الدينية، مثل الاعتقاد بأن تضميد الجروح يضمن خروج المرض من الجسم بمجرد نزع الضمادة.

علاج و إصلاح الجروح والكسور: 

وهي من مراحل الكشف الطبي والإجراءات الجراحية، حيث يتم إصلاح الكسور والإصابات وإجراء الجراحة إذا لزم الأمر، على الرغم من ضعف وسائل التخدير آنذاك.

ومن أكثر الممارسات الطبية عند الفراعنة في الجراحة، هي إيقاف النزف وتضميد وإصلاح الجرح النازف؛ نظرًا لخطورته وتهديده للحياة.

وتشمل طُرق إصلاح الجروح في مصر القديمة: 

  • تضميد الجروح.
  • استعمال المراهم والدهانات، بما في ذلك استخدام المراهم المخدرة.
  • العلاج بالكَيّ أو ما يُعرف بـ الحرق.
  • التزام المريض الراحة، مع نظام غذائي، والانتظار حتى يقرر المعالج التشخيص المناسب.
  •  وضع اللحم النيئ على الجروح الجديدة في أول أيام العلاج؛ حتى يساعد على وقف النزيف وتجلط الدم في الجرح النازف.
  • علاج الجروح بعسل النحل، والذي له القدرة على تحفيز الجهاز المناعي، وبالتالي زيادة خلايا الدم البيضاء. 
  •  علاج الجروح ببعض الأعشاب التي تحتوي على مواد قابضة، مثل أوراق نبات الأكاسيا.
  • استخدام الدهون الحيوانية، وأنواع من الشموع الطبيعية، والشعير وغيرها في ضمادات الجروح.

أنواع العمليات الجراحية عند الفراعنة

الجراحة عند الفراعنة قد تشمل عدة فئات جراحية رئيسية، مثل:

  • جراحة الإصابات الخاصة بالقتال، مثل نزع السهام الحربية من أجساد المصابين، وإيقاف النزيف وتضميد الجرح، وربما استعملوا الخياطة.
  • جراحات العظام، وتشمل تثبيت الكسور، والبتر في بعض الأحيان.
  •  وكذلك بعض الجراحات الخاصة بالمعدة والمريء، وقد تم ذكرها في البردية المُكتشفة بواسطة العالم إدوين سميث.
  • إزالة أو استئصال الأعضاء، والتي كان يتم إجراؤها عن طريق عمل شق جراحي في الفخذ.
  • جراحات المخ وعظام الجمجمة.
  • الأطراف الصناعية، وتثبيت الكسور، وتركيب المسامير المعدنية.
  • أيضًا يتم تركيب أطراف صناعية من الخشب، وتركيب مسمار تثبيت من معدن لا يصدأ خاصًة في مفصل الركبة.

أدوات تم استعمالها في الجراحة عند الفراعنة

جراحة الفراعنة
جراحة الفراعنة

في الجراحة عند الفراعنة تم استخدام العديد من أنواع الأدوات الجراحية، والتي تم العثور على وصف وصور لها داخل لوحات مرسومة على جدران المعابد.

ومن أمثلة تلك الأدوات:

  • المشرط المعدني.
  • أو سكين مصنوع من الحجر في إجراء الجراحة العامة.
  • سكين أو مشرط ذو شكل معين في جراحات الأورام.
  • مشرط أو أداة جراحية  ذات شكل مميز وذلك لعلاج الأذن، ويُطلق عليه في اللغة المصرية القديمة اسم شيبت.
  • أدوات جلدية، أو معدنية تشبه الكماشة.
  • أجهزة التثقيب، وغالبًا ما يتم استخدامها في جراحات الرأس أو الجمجمة. 
  • استعمل أيضًا الأربطة المصنوعة من الألياف النباتية.
  • أو الملقط.
  • المقص.
  • أو الكماشة
  • سكاكين صغيرة.
  • أو ميزان.
  • منشار.
  • قطع من اللوف، وهو من أنواع النباتات.
  • أو ملعقة.
  •  عصي.
  • أكياس.
  • أو كؤوس.
  •  مراهم.
  • هاون لسحق العقاقير.
  •  استخدام ريش الطيور مثل ريش الحدأة؛ وذلك لاستعمالها قطارة لعلاج العين.
  • الحقنة الشرجية.
  •  استعمال بعض المواد العلاجية، مثل أجهزة الاستنشاق، حيث يستخدم أنواع من البخور، و كذلك جهاز يتكون من وعائين أحدهما داخلي والآخر خارجي لهذا البخور.

وتوجد هذه الأدوات الطبية في دولاب خاص بالطبيب المعالج، وتم تصوير ذلك في لوحات على جدران المعابد مثل معبد كوم أمبو، وهو معبد بطلمي.

كما تم العثور على بعض الأدوات الجراحية مثل المقص، والذي يُستعمل قبل خياطة الجروح، كما يُستعمل في قص الأربطة لربط الجروح  أو ضمادات للجروح.

ويتم استعمال الأكياس على الأرجح لحفظ الأدوية والعقاقير والأدوات، كما تُستخدم العِصي في تنظيف العظام، أو الكشط و الكحت، وكذلك وضع الدواء.

 جراحة التربنة أو نقب الجمجمة

التربنة أو نقب الجمجمة من أنواع الجراحة عند الفراعنة.

حيث أنها في أغلب الوقت تُعد كإجراء علاجي للصداع، وكذلك في حالة الإصابة بالأمراض العقلية.

كما يتم وصف هذه الجراحة في علاج حالات الصرع، لا سيما الصرع الناجم عن تعرض الرأس لصدمة، حيث يتم إزالة الألواح العظمية بالجمجمة.

 وعلى صعيد آخر يتم إجراء جراحة نقب الجمجمة في علاج رضوض الرأس.

و ذلك لتخفيف الضغط الناجم عن الكسرمن على الدماغ، و لإزالة شظايا العظام.

و كذلك  لتصريف الأورام الدموية.

طريقة إجراء جراحة نقب الجمجمة والأدوات المستخدمة في جراحة الفراعنة 

 

الجراحة عند الفراعنة
الجراحة عند الفراعنة

قد تشمل الإجراءات الجراحية فصل فروة الرأس، و إجراء ثقب الجمجمة، ومن ثمَّ تنظيف هذا الشق أو الجرح، وإغلاقه بالمعدن، ثم وضع الضمادات عليه.

وتشمل الأدوات المستخدمة في جراحة التربنة عند الفراعنة:

  • سكين على شكل حرف تي.
  • أو منشار.
  • إزميل.
  • أو مطرقة.
  • أحجار حادة.
  • أو ملقط. 

ويُعد هذا النوع من الجراحات هو إجراء ناجح، وقد تحدث الوفيات غالبًا بسبب تلوث الجرح و تعرضه للعدوى.

  يوجد داخل متحف قصر العيني للطب، والتابع لجامعة القاهرة  ثلاثة جماجم من الزمن الفرعوني.

والتي تم إجراء جراحة نقب الجمجمة لهم حيث  تظهر علامات على نجاة المرضى حينذاك.

 في بردية سميث يوجد وصف للتعامل مع 8 حالات كان لديهم  إصابات مختلفة في الجمجمة، حيث تم كتابة وصف للأعراض المرضية، مثل:

  •   التهاب السحايا.
  •   تيبس الرقبة.
  • حدوث التشنج.
  • اعتلال الدماغ.
  • قد يحدث شلل نصفي، وهو ضعف في جانب واحد من الجسم.  

جراحة الأوعية الدموية عند قدماء المصريين

كان المصريون القدماء على دراية بالعلاقة بين الرئتين والقلب فكما ذُكر في البرديات الطبية القديمة:

أما الهواء الذي يدخل الأنف فينتقل إلى القلب والرئتين ويعبر منها إلى الجسم كله.

أيضًا كان المصريون القدماء يدركون أن النبض ناتج عن القلب وأنه من خلال تقييم سرعة وقوة نبضات القلب والأوعية، قد يساهم في تشخيص حالة المريض.

كذلك وُجِدت برديات تحتوي على نصوص تصف تمدد الأوعية الدموية أو الدوالي.

وأطلقوا عليها اللفات المنتفخة في الجلد، وقد تم اكتشاف هذا الوصف في  بردية إيبرس.

حيث وفرت لنا بردية إيبرس  أقدم وصف لتمدد الأوعية الدموية الشرياني.

والذي تم علاجه بتسخين السكين على النار، حسب وصف البردية.

ويُعد الكي بالنار إجراء جراحي لعلاج تمدد الأوعية الدموية، حيث لا يوجد نزف كبير بالمقارنة مع أية إجراء جراحي آخر.

جراحة التجميل والاستعاضة عند الفراعنة 

 

من أنواع الجراحة عند الفراعنة هي الجراحة التجميلية، وذلك حيث أن علاج الجروح قد لا يعني فقط التئام الجرح، ولكنه أيضًا  تحسين شكل هذا الجرح.

ومن أمثلة جراحات التجميل عند الفراعنة؛ هي جراحات الأنف، حيث تشمل علاج كسور عظام الأنف أولًا.

ومن ثمَّ يتم وضع نسيج منقوع في بعص الزيوت والشحوم على جسر الأنف.

ثم تضميد الأنف بعد وضع وسادات من الكتان؛ وذلك لضمان عدم تعرُض فتحتي الأنف للتشوه.

كذلك في الجراحة التجميلية للأذن، بعد الخياطة يتم التثبيت على وسادة صغيرة.

ما هي الجراحة الترميمية عند الفراعنة؟

الجراحة الترميمية كانت تُستخدم فقط من قِبل المحنطين للحفاظ على السلامة الجسدية للحياة الأبدية.

حيث كان يتم شد بعض من الأشرطة فوق الفم والذقن.

 ومن ثمّ فإنها تنتقل بعد ذلك إلى قاعدة الجمجمة، حيث يتم ربطهم في عقدة.

و ذلك لعمل أنف اصطناعي بعد الوفاة، وهو ما يُعد جراحة ترميمية.

جراحة الأسنان عند الفراعنة 

جراحة الفراعنة
جراحة الفراعنة

برع المصريون القدماء في علاج الأسنان، حيث تم العثور على برديات تصف حشو الأسنان.

وعلاج التهابات اللثة، وتنظيف خراج الأسنان، وكذلك علاج رائحة الفم الكريهة.

وُجِدت بردية تصف جراحة الأسنان، وهي تنتمي إلى عصر الأسرة الرابعة.

حيث كان يتم إجراء ثقب لتصريف خراج تحت الضرس الأول في الفك السفلي.

كذلك تم العثور على أسنان اصطناعية بديلة لـ فرعون ينتمي إلى الأسرة الرابعة أيضًا.

وكانت مثبتة معًا بسلك ذهبي، حيث تم العثور عليها داخل مقبرة.

في الغالب يتم تركيب الأسنان الصناعية للموتى؛ حتى يُبعث في العالم الآخر بكامل هيئته على حسب اعتقادهم.

وكذلك للأحياء مثل تركيب طرف اصطناعي لقدم إحدى الملوك.

وسواء كانت الجراحات التجميلية طقوس جنائزية أو علاجية، فإنها في كل الأحوال تدل على تطور الجراحة عند الفراعنة.

المصادر

 panelJustinBarrMPhil, Science direct.com , juJuly 1,  2014, Accessed.

Hedvig Győry, Springer.com, 2008, Accessed.

يمكنك معرفة المزيد عن الطب المصري القديم من هنا.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق