لطالما انتشر بين الكثير من الأشخاص مقولة لا تأخذ دواء كذا مع دواء كذا، وذلك لأنهما يتداخلان سوياً فيتسببان في ضعف مفعول أحدهما الآخر أو إبطاله أو حتى زيادة الأعراض سوءاً، ولذلك يسعى الكثير من الأشخاص لمعرفة ما هي التداخلات الدوائية التي تحدث بين الأدوية وبعضها البعض أو حتى بين الأدوية و أنواع معينة من الطعام وغيرها من التداخلات الدوائية. ولذلك سنتعرف فيما يلي عن كل ما يخص التدخلات الدوائية. وعن أمثلة الأدوية التي بينهما تداخل دوائي، وكيف يمكنك تجنب تلك التداخلات الدوائية.
نبذة عن التداخلات الدوائية
هي حالة طبية تحدث عندما يؤثر دواء مع على فعالية دواء آخر عند تناولهما معاً. وقد تكون هذه الفعالية أو التاثير الجديد متناقص أو تاثير جديد آخر لا يتسبب فيه أي من الدوائين بمفرده أو قد يتسبب في زيادة تأثير أحدهما عن الآخر.
وقد يحدث التداخل مع الطعام أو النباتات الطبية أو حتى الاعشاب. ولكنها ليست مشكلة في كل الأحوال حيث أنه قد يفضل بعض الأطباء وجود تداخلات الأدوية وذلك للحصول على تأثير علاجي أفضل، وذلك مثل استخدام مادة الكوديين مع الباراسيتامول التي تزيد من تسكين الألم. أو حتى استخدام حمض الكلافيولينيك مع الأموكسيسيلين وذلك لزيادة فرص التغلب على مقاومة البكتيريا للمضاد الحيوي.
أنواع حدوث التداخلات الدوائية
هناك العديد من الأنواع التي تحدث في التدخلات الدوائية وذلك عن طريق أخذ أدوية مع أدوية أو أكلات أخرى في نفس الوقت.
والتي قد تتسبب في تعارض أحدهما مع الآخر في نفس المفعول أو حتى زيادة مفعول أحدهما دون الآخر أو تقليل مفعوله.
وهذه ثلاث حالات لأنواع التداخلات الدوائية:
- تعارض الأدوية التي تحدث بين دوائين أو أكثر
مثل الأدوية التي تحتوى على مادة الباراسيتامول الخافضة للحرارة والمسكنة للألم مع أدوية أخرى تحتوى على نفس المادة الفعالة مثل الأدوية الموجودة في أدوية البرد والزكام.
- تعارض الأدوية نفسها مع الأغذية أو حتى المكملات الغذائية
وذلك مثل تناول عصير الجريب فروت الذي يتعارض مع بعض الأدوية و ذلك بزيادة امتصاص تلك الأدوية أو تقليل الامتصاص الخاص بها.
مثل تناول دواء الوارفرين (ماريفان) الذي يستخدم في علاج تخثرات الدم والذي لديه الكثير من التعارضات مع الأدوية والأغذية.
ومن أهم التعارضات الغذائية دواء الوارفرين في حالة تناوله مع التوت البري أو الرمان أو الشاي الأخضر. أو حتى الأغذية التي تحتوي على فيتامين k مثل الخضروات الورقية كسبانخ والبروكلي وغيره.
وهناك مثال آخر للتفاعلات دوائية مرغوبة مثل تناول الحديد الذي يستخدم في علاج فقر الدم أو الأنيميا مع الأدوية التي تحتوي على فيتامين ج وذلك لأنه يساعد في زيادة امتصاص الحديد.
- تعارض الأدوية مع الحالة الصحية والمرض نفسه.
وذلك في حالة استخدام الأدوية التي تكون مخصصة لإزالة احتقان الأنف مع شخص مصاب بمرض ضغط الدم المرتفع.
وذلك لأنه قد يتسبب في تعارضات و تفاعلات غير مرغوب فيها من زيادة ضغط الدم أيضاً .
وعلى الرغم من أنها قد تكون بنسبة طفيفة جداً إلا أنها محتملة.
بالإضافة إلى أن هناك تعارض ما بين الدواء والمرض مثل تناول الأسبرين والبروفين مع الأشخاص الذين يعانون من قرحة المعدة أو حتى الأشخاص الذين يعانون من الحساسية الصدر أو الربو.
- عقار تحتوي على اوميبرازول مثل رايسك مع عقار تحتوي على كلوبيدوجريل (بلافكس) حيث أنه يقلل من فاعلية الدواء و يعرض مرضى قصور الشرايين التاجية و حديثي تركيب الدعامات لخطر انسداد هذه الدعامات.
كيفية حدوث التداخلات الدوائية
عند تناول دواء مع دواء آخر فإن هناك آلية لحدوث التداخلات الدوائية بين تلك الأدوية وبعضها البعض. والتي تختلف من دواء لآخر ومن شخص لآخر أيضاً. وهذه نبذة عن بعض الآليات لحدوث التداخلات الدوائية:
- تداخلات دوائية مرتبطة بالامتصاص وحركية الدواء.
حيث قد تعمل بعض الأدوية على تقليل أو زيادة امتصاص بعض الأدوية أو التأثير على خروجها من الجسم.
- وتدخلات دوائية مرتبطة بآلية عمل الدواء نفسه وفعاليته.
قد تعمل بعض الأدوية على تقليل antagonist أو زيادة فعالية synergistic دواء آخر في حالة تناولهما معاً.
ومن أمثلة الأدوية التي تعمل مضادة لبعضها البعض عن طريق تقليل فعالية أحدهما على الآخر ما يلي:
- تناول دواء النالوكسون naloxone الذي يستخدم في تخدير الألم و opioid وذلك لأنهم يتنافسون على نفس المستقبلات على الخلايا.
- تناول الأدوية التي تحتوى على مادة glucagon مع الأدوية التي تعمل كمضادات المستقبلات البيتا B-blockers وعلى الرغم من أنهم لا يتنافسون على نفس المستقبلات إلا أنهم يؤثرون على تأثيرات نفس العملية الفسيولوجية the same second messenger.
- التأثيرات الفسيولوجية المتعارضة مع الأدوية القابضة للأوعية مع موسعات الأدوية. وذلك لأنها تعمل من خلال نفس العملية الفسيولوجية.
- تناول الأدوية التي تحتوى على الإيبوبروفين مع الأسبرين وذلك لأنهما يتنافسان على نفس المستقبلات.
وهناك بعض الأدوية التي تعمل في تناغم مما يتسبب في زيادة تأثير الدواء أو الفعالية، ومنها ما يلي:
- الأدوية التي تعمل على مستقبلات الجابا مثل الباربتيوريات barbiturates والبنزوديازبين benzodiazepine.
- تناول الأدوية التي تحتوى على البنزوديازبين benzodiazepine ومادة propofol في زيادة خفض مستوى الوعي عند الرغبة في التخدير.
بعض العوامل الأخرى التي تتسبب في التداخلات الدوائية
على الرغم من أن هناك بعض التداخلات الدوائية المرغوبة إلا أن التداخلات الدوائية الغير متوقعة هي الأكثر انتشاراً وأهمية وذلك لأنها تحدث دون أن تُشخص.
ولذلك ينبغي دراسة الظروف التي قد تتسبب في ظهور التداخلات الدوائية حتى تعطي فرصة في منع حدوثها أو على الأقل التشخيص في الوقت المناسب.
ومن أمثلة العوامل والظروف التي تؤهب لظهور التداخلات الدوائية هي ما يلي:
- التقدم في العمر وذلك لأنه قد يتسبب في حدوث تغيرات في الوظائف البشرية مع التقدم في العمر مع التدخلات الدوائيه.
وذلك لأنه كلما تقدم الشخص في العمر تنخفض الوظائف الكلوية والنقل العصبي أو حتى وظيفه الكبد.
ولذلك قد يحدث تدهور حسي يزيد من احتمال حدوث الأخطاء في حالة تناول الأدوية.
- الأدوية المتعددة وذلك لأن استخدام مريض واحد لعدد من الأدوية لمعالجة مرض واحد أو أكثر يزيد من احتمال حدوث التفاعلات الدوائية بين تلك الأدوية.
- العوامل الوراثية حيث تصنع المورثات الإنزيمات التي تستقلب الأدوية.
وقد يوجد في بعض الأعراق الجنسية بعض التنوعات في الأنماط الوراثية التي تتسبب في زياده هذه الانزيمات كفاعلية أو حتى نقصها.
مما يتسبب في زيادة فرصة حدوث التداخلات الدوائية مثل وجود تنوعات في الأنماط الوراثية المتعلقة بإنزيم الأيض metabolism وهو سيتوكروم بي 450 cytochrome P.
- الأمراض الكبدية أو الكلوية والتي تتسبب في تبدل تراكيز الأدوية في الدم. وذلك لأنه في حالة عدم قيام هذه الأعضاء بوظائفها الصحيحة، فإنه يتسبب في زيادة تركيز الأدوية في الدم مما يتسبب في بعض المشاكل الصحيه فيما بعد.
- بعض الأمراض الخطيرة التي قد تزداد سوءاً في حالة خفض جرعة الدواء .
أمثلة على التداخلات الدوائية
هناك بعض الأمثلة الخاصة بالتداخلات الدوائية بين الأدوية وبعضها البعض ومنها ما يلي:
- الأدوية التي تستخدم في معالجة حرقة المعدة مثل مخفضات الأحماض مضادات المستقبل H2 مع تناول الأدوية التي تعالج الربو وأدوية الصرع.
- في حالى تناول الأدوية الخاصة بمعالجة حرقة المعدة أو زيادة الأحماض مع وجود أمراض الكلى أو حساسية الألبان.
- الأدوية المخصصة لمعالجة الدوار والدوخة أو دوار البحر مع الأدوية المهدئة أو في حالة وجود مشاكل تنفسية في الرئة أو حتى تتناول أدوية لمعالجة تضخم البروستاتا.
- مضادات الهيستامين مع الأدوية المضادة للاكتئاب وارتفاع ضغط الدم
- أدوية الكحة مع الأدوية المهدئة أو أدوية معالجة المياه الزرقاء في العين.
- موسعات الشعب الهوائية مع أدوية معالجة أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والغدة الدرقية.
- تناول الملينات في حالة كنت تعاني من ألم في المعدة أو الغثيان و القيء.
- مزيلات احتقان الأنف مع تناول أدوية معالجة أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والغدة الدرقية.
كيف يمكنك تجنب التداخلات الدوائية
هناك بعض النصائح التي يقدمها موقع يا طبيب وذلك لتجنب التداخلات الدوائية وهي كالتالي:
- استشارة الطبيب أو الصيدلي المتخصص وذلك قبل استخدام أي أدوية جديدة. وذلك في حالة تناول الأدوية التي لا تعطى بموجب وصفة طبية OTC.
أو حتى تناول المكملات الغذائية مع الأدوية المخصصة لعلاج بعض الأمراض التي لديك مثل الأعشاب الطبية.
- يجب عليك الاحتفاظ بالقائمة التي تحتوي على جميع الأدوية التي تتناولها. ومناقشة الطبيب الخاص بك عن هذه الأدوية باستمرار وذلك لتجنب حدوث أي تدخلات دوائية.
- يجب عليك معرفة أهداف وتأثير جميع الأدوية الموصوفة مثل معرفة استخدام الأدوية وبعض الأعراض الجانبية التي قد تتسبب بها.
- التأكد من أنك تستخدم الأدوية بالطريقة الصحيحة وفي الوقت المناسب وهل من الممكن استعمالها بالتزامن مع الأدوية الأخرى.
- يجب عليك التأكد من أي أعراض قد تحدث لك مرتبطة بدواء جديد قد قمت بتناوله.
- يجب عليك معرفة التأثيرات الجانبية المحتملة لتناول الأدوية.
التداخلات الدوائية والغذائية
وقد تتداخل الأدوية مع بعض الأغذية سواء بزيادة فعاليتها أو نقصها ومنها ما يلي:
- فاكهة الجريب فروت مثل البرتقال والتوت مع أدوية خفض الكوليسترول أو أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم.
- تناول نبات العرق سوس مع أدوية علاج امراض القلب والشرايين أو الأدوية المدرة للبول أو الأدوية التي تعالج ارتفاع ضغط الدم.
- تناول الشوكولاتة مع أدوية الاكتئاب أو الأرق أو حتى المواد المنشطة الجهاز العصبي.
- وتناول عشبة القديس يوحنا St. John’s Wort مع أدوية علاج أمراض القلب والشرايين وأدوية خفض الكوليسترول أو أدوية ضعف الانتصاب.
- تناول مكملات غذائية تحتوى على فيتامين ك وذلك مع تناول أدوية مسيلة للدم.
- حمض الفوليك أو المكملات الغذائية التي تحتوى عليه مع أدوية معالجة الصرع.
- تناول عشبة الجنسنج أو حتى المكملات الغذائية التي تحتوى عليه مع تناول أدوية تخثر الدم أو المضادات للالتهابات الغير ستيرويدية أو أدوية الاكتئاب والأرق.
- تناول نبات الجينكو بيلوبا مع تناول أدوية لمعالجة الصرع.
- في حالة تناول فيتامين إي E مع تناول أدوية مضادة لتخثر الدم.
المصادر
