رحلة الحمل والولادة الطبيعية
رحلة الحمل و الولادة الطبيعية ، هي رحلة تحمل في طيها المشقة والسعادة في آن واحد حتى تنتهي باستقبالك لطفلك. لمعرفة كل المعلومات التي تخصك في رحلة الحمل والولادة الطبيعية؛ اقرأي معنا هذا المقال.
يحدث الحمل عند تلقيح البويضة التي يطلقها المبيض أثناء عملية التبويض بواسطة حيوان منوي لتكوين الزيجوت، الذي ينتقل للرحم وينغرس في جداره، ومن هنا تبدأ رحلة الحمل. تستمر مدة الحمل 40 أسبوع تبدأ من أول يوم في آخر دورة شهرية ، وتحتاج خلالهما الأم متابعة جيدة حتى تستمتع بصحة جيدة خلال الحمل وتضع طفل سليم ومعافى.
أعراض وعلامات الحمل:
يختلف استقبال أعراض الحمل من أم لأخرى، ومن حمل لآخر في نفس الأم، وكثيرا ما تتشابه أعراض الحمل المبكرة مع أعراض الدورة الشهرية مما يسبب تأخر اكتشاف الحمل وتشخيصه.
تنقسم فترة الحمل إلى ثلاث مراحل:
-
المرحلة الأولى (من الأسبوع 1 إلى الأسبوع 12):
تحدث في هذه المرحلة تغيرات كثيرة بالجسم بفعل تأثير الهرمونات، وهو ما يسبب ظهور الأعراض المبكرة في الأسابيع الأولى من الحمل وهي:
- توقف الدورة الشهرية
- نزيف مهبلي بسيط في بعض الأحيان (نتيجة انغراس البويضة الملقحة في جدار الرحم)
- تغيرات الثدي: التورم والألم عند اللمس
- الشعور بالإرهاق
- الشعور بالغثيان أو القيء في الحالات الشديدة
- اشتهاء بعض الأطعمة والنفور من أطعمة أخرى
- تقلبات المزاج
- الصداع
- الإمساك
- اكتساب أو خسارة الوزن
وتؤدي هذه الأعراض إلى احتياج الحامل إلى تغيير الروتين اليومي مثل الذهاب للنوم مبكرا، وتقسيم الوجبات الغذائية الرئيسية إلى وجبات صغيرة متكررة خلال اليوم.
-
المرحلة الثانية (من الأسبوع 13 إلى الأسبوع 28):
تبدأ بعض الأعراض في الاختفاء مثل الإرهاق والشعور بالغثيان، مع ظهور بعض التغيرات الأخرى بسبب نمو الجنين داخل الرحم والتضخم التدريجي في البطن، تشعر الأم بحركة الجنين قبل نهاية هذه المرحلة.
تسبب هذه التغيرات ظهور بعض الأعراض مثل:
- الشعور بآلام الجسم مثل آلام الظهر والبطن
- ظهور خطوط التمدد على البطن والفخذ والثدي.
- تغير لون الجلد حول الحلمات إلى اللون الداكن
- الشعور بالوخز و التنميل في اليد
- ظهور بقع داكنة في الجلد وخاصة فوق الخدين
- الشعور بالحكة في البطن وراحة اليد وباطن القدم
- تورم الكاحلين والأصابع والوجه
-
المرحلة الثالثة (من الأسبوع 29 إلى الأسبوع 40):
يستمر نمو الطفل داخل الرحم مسببا ضغط أكبر على أعضاء الجسم وظهور هذه الأعراض:
- الشعور بحرقة المعدة
- ضيق التنفس
- تورم الكاحلين والأصابع والوجه
- ظهور البواسير
- صعوبة النوم
- الشعور بتقلصات في البطن
اختبارات الحمل:
يقيس مستوى هرمون الحمل (الجونادوتروبين المشيمي البشري) في دم أو بول المرأة الحمل، ومن الممكن أن يعطي هذا الاختبار نتيجة ايجابية قبل ظهور علامات الحمل المبكرة.
يؤكد التصوير الصوتي تشخيص الحمل ويحدد تاريخ الحمل والولادة الطبيعية، ويستخدم لمتابعة حالة الجنين طوال فترة الحمل.
الرعاية الصحية خلال فترة الحمل:
هي الرعاية الصحية التي تتلقاها الحامل أثناء فترة الحمل من خلال زيارات منتظمة للطبيب، وتهدف إلى منع المشاكل الصحية المحتملة للأم والجنين.
- ترتب الحامل أول زيارة بعد علمها بالحمل مباشرة، يفحص الطبيب الأم فحصا كاملا ويجري التصوير الصوتي للبطن والحوض لتحديد فترة الحمل والاطمئنان على حالة الجنين، ويطلب بعض الفحوصات الطبية مثل صورة الدم الكاملة ونوع فصيلة الدم وتحليل ومزرعة البول.
- يعطي الطبيب الحامل بعض التعليمات الهامة الخاصة بصحتها وصحة الجنين مثل:
- التغذية الصحية وضرورة تناول الخضروات والفواكه والبروتينات والدهون الصحية والكربوهيدرات المعقدة مثل الخبز والأرز والبقوليات والبطاطا والأطعمة الغنية بالحديد، وضرورة الإكثار من شرب السوائل.
- تناول المكملات الغذائية مثل حمض الفوليك أثناء المرحلة الأولى من الحمل، وأقراص الفيتامينات المتعددة.
- ممارسة الرياضة مثل تمارين اليوجا أو المشي أو السباحة
- ضرورة أخذ قسط كافي من النوم
- عدم تناول أي أدوية بعد باستشارة الطبيب وخاصة في الشهور الأولى من الحمل
- تجنب التدخين وشرب الكحوليات والزيادة المفرطة في الوزن
- يرتب الطبيب الزيارات القادمة لمتابعة حالة الأم وصحة الجنين بحيث تكون مرة شهريا في المرحلة الأولى، ثم مرتين شهريا في المرحلة الثانية، ثم مرة أسبوعيا في المرحلة الثالثة.
تحتاج الحامل التي تملك أحد عوامل الخطر لزيارات أكثر تكرارا مثل الحامل التي يبلغ عمرها > 35 عام أو التي تعاني من الأمراض المزمنة مثل مرض السكر أو ارتفاع ضغط الدم.
- على الأم أن تتصل بالطبيب فورا في الحالات الآتية:
- حدوث نزيف أو تقلصات شديدة
- إفرازات مهبلية غزيرة أو الإفرازات كريهة الرائحة
- حدوث حكة الجلد مصحوبة بفقدان الشهية والقيء واليرقان؛ لأن هذه العلامات تشير إلى وجود مشكلة خطيرة بالكبد
- ظهور تورم شديد مفاجئ؛ لأنه من الممكن أن تكون علامة لحدوث تسمم الحمل
الولادة الطبيعية:
الولادة الطبيعية هي عملية فسيولوجية يخرج فيها الجنين والأغشية والحبل السري من الرحم.
علامات بداية الولادة الطبيعية:
- زيادة تقلصات الرحم
- نزول إفرازات مخاطية ممزوجة بقليل من الدم
- الشعور بألم أسفل الظهر
- نزول ماء الولادة بعد انفجار الكيس الجنيني
- الشعور بثقل أسفل الحوض
مراحل الولادة الطبيعية:
تنقسم الولادة الطبيعية إلى ثلاث مراحل:
-
المرحلة الأولى:
تبدأ هذه المرحلة بحدوث انقباضات منتظمة في الرحم واتساع عنق الرحم بمقدار 3-4 سنتيمتر، وتنتهي عند اتساع عنق الرحم بمقدار 10 سنتيمتر وظهور جزء المجيء في الطفل.
-
المرحلة الثانية:
تبدأ هذه المرحلة بالاتساع الكامل لعنق الرحم، وتنتهي بولادة الجنين.
تعتبر المرحلة الثانية من الولادة الطبيعية مطولة في المرأة التي لم تلد من قبل إذا استغرقت ثلاث ساعات مع التخدير الموضعي أو ساعتين بدونه، بينما في المرأة متكررة الولادات إذا استغرقت ساعتين مع التخدير الموضعي أو ساعة بدونه.
قد يحتاج الطبيب للتدخل ببعض الأدوات مثل الملقط للمساعدة في بعض الحالات التي يصعب فيها نزول الطفل، كما أنه يحتاج في كثير من الأحوال إلى إجراء شق جراحي بين المهبل وفتحة الشرح لتسهيل عملية الولادة ومنع حدوث تمزق الأنسجة أثناء نزول الطفل.
-
المرحلة الثالثة:
هي المرحلة بين ولادة الجنين وولادة المشيمة وأغشية الجنين، وتعتبر المرحلة الثالثة من الولادة الطبيعية مطولة إذا استغرقت أكثر من نصف ساعة وتحتاج للتدخل مثل تناول مقويات انقباضات الرحم مثل الأوكسيتوسين أو شد الحبل السري.
طرق تخفيف آلام الولادة الطبيعية:
تعاني الأم عند الولادة من آلام شديدة نتيجة انقباضات الرحم، ودفع الجنين برأسه على عضلات الحوض والمهبل؛ لذلك يجب التحكم في هذه الآلام عن طريق:
- الأدوية المخدرة مثل المورفين
- غاز أكسيد النيتروز
- التخدير الموضعي (فوق الجافية)
- الطرق الطبيعية للتحكم في الألم (مثل تمرينات التنفس، أو المعالجة بالماء، أو التخدير بالتنويم، أو التخدير بالوخز الإبري، أو المساج).
حث الولادة الطبيعية:
يحتاج الطبيب إلى تحفيز عملية الولادة الطبيعية في بعض الأحيان مثل:
- استمرار الحمل لمدة 42 أسبوع
- تأخر الولادة بعد انفجار الكيس الجنيني
- حدوث مضاعفات للأم أو الجنين
يعمل الطبيب على حث عملية الولادة الطبيعية عن طريق الأدوية (مثل الأوكسيتوسين أو الميزوبريستول) أو عن طريق نزع الأغشية.
نصائح ما بعد الولادة الطبيعية:
تحتاج الأم بعد الولادة إلى اتباع بعض التعليمات من أجل صحة جيدة لها ولطفلها مثل:
- الراحة وأخذ قسط كافي من النوم
- تجنب الإمساك عن طريق شرب السوائل والملينات الطبيعية
- تناول المسكنات في حالة الألم الشديد في منطقة العجان
- التغذية الصحية وتناول كميات كبيرة من الخضروات والفواكه والإكثار من شرب السوائل
- ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة مثل المشي لفترات قصيرة
تذكري دائما أن الحمل والولادة الطبيعة رحلة شاقة ولكنها تستحق العناء، اهتمي بمتابعة حملك واتباع تعليمات طبيبك من أجل صحتك وصحة طفلك.