طب وصحة

كل ما تريد معرفته عن الطب المصري القديم

الطب المصري القديم كان  يشمل تركيب الأدوية، وإصلاح كسور العظام، وحتى إجراء العمليات الجراحية سواء البسيطة أو التي تُعد متقدمة في مثل ذاك الوقت، مثل نقب الجمجمة.

على الرغم من تحكُم الكهنة والسحرة في أغلب طقوس الحياة المصرية القديمة، بما في ذلك الطب و طرق العلاج التي تعتمد على الوهم والسحر.

 إلا أنه هناك بعض النصوص الطبية المصرية القديمة، والتي قد حددت بعض  خطوات  للفحص والتشخيص والعلاج منطقية وملائمة.

مثل اتفاق التراكيب الدوائية في الطب المصري القديم بنسب عالية قد تصل إلى 37 % مع الصيغ المعروفة وفقًا لدستور الصيدلية البريطاني و الصادر في عام 1973.

تاريخ الطب في مصر القديمة

الطب المصري القديم
الطب المصري القديم

حين تم العثور على البرديات الخاصة بالطب المصري القديم، مثل البردية  التي اشتراها إدوين سميث ومن ثمَّ تم إطلاق اسمه عليها.

وهي نص طبي مصري قديم، وهي من الأُطروحات المصرية القديمة الخاصة بالجراحة، حيث وصفت الإصابات، والكسور والجروح و كذلك الخلع والأورام.

حيث  تُعد بردية إدوين سميث من البرديات الفريدة من نوعها بين أربع برديات طبية في مصر القديمة، حيث أنها قدمت تفسيرات علمية للطب في مصر القديمة.

كانت تلك البردية تحتوي على طرق علاج وتشخيص العديد من الحالات المرضية، وعلاج الإصابات، وحتى إجراء الختان.

على النقيض من ذلك، بردية إيبرس، وبردية لندن الطبية، حيث أنها نصوص طبية تستند إلى السحر، والذي قد لا يتعارض مع الطب المصري القديم.

الطب المصري القديم كان قد ذاعت شهرته في جميع أنحاء البلاد القديمة حتى بالجوار و ذلك بسبب مهارة الطبيب المصري في فن التحنيط.

وكان يُعد الكاهن الأكبر إمحوتب هو مؤسس الطب في مصر القديمة، حتى أطلق عليه المصريون القدماء اسم إله الشفاء تعظيمًا لدوره.

وامتدت عبادة إمحوتب حتى عهد البطالمة، بل أنهم  أنشأوا زوايا مقدسة ومعابد كانت تزورها تلك الشعوب القديمة التماسًا للشفاء، وقلدها الإغريق، ثم  البطالمة بمدينة الإسكندرية آنذاك.

الطب المصري القديم- تشخيص وعلاج الأمراض

الطب المصري القديم

ارتبط تعريف المرض عند قدماء المصريين بتوقف الأعضاء عن أداء وظيفتها، وكانوا على دراية واضحة بعلم وظائف الأعضاء؛ نظرًا لإجراء عمليات التحنيط.

وكانوا يربطون بين حدوث الألم والمعاناة، واعتلال وظائف بعض الأعضاء، حيث أنهم أطلقوا لفظ ميريت على الشعور بالألم أو الوخز المؤلم.

كما اهتم الطب المصري القديم بالتشخيص

حيث فرق بين الأعراض التي تدل على اعتلال داخلي غير ظاهر أو إصابات خارجية واضحة، فقد شخص:

  • الأمراض الدماغية وحدوث الصداع.
  • أمراض العين والإصابة بالعمى.
  • التهابات الأذن، والإصابة بضعف السمع وعلاقتها بالخرس.
  • أمراض اللثة والفم والأسنان.
  • علاج الأورام.
  • إصلاح الكسور والالتواء.
  • تركيب أطراف اصطناعية بعد جراحات البتر.

وشخَصَ أيضًا الأمراض الداخلية المزمنة والحادة والتي تصيب أعضاء الجسم مثل اعتلال الكبد والكلى، وأمراض القلب والأوعية الدموية، وكذلك أمراض الرئتين.

كان السل الرئوي انتشر قديمًا وكذلك أمراض الجهاز الهضمي، والتي اهتم بها الطب المصري القديم، والإصابة بالطفيليات مثل البلهارسيا.

وتم تصنيف الأمراض عند قدماء المصريين إلى أمراض ناجمة عن السحر.

وكان يختص بعلاجها السحرة والكهنة بالسحر أيضًا من خلال عمل فتحات في الجزء الأيسر من جسم المريض.

والنوع الآخر من الأمراض هو الأمراض الجسدية مثل:

  • أمراض القلب والأوعية الدموية.
  • التنفس والرئتين.
  • أمراض النساء بداية من العقم والتهابات الرحم و حتى زيادة الإفرازات.
  • حالات النزيف والسعال.
  • أمراض الأطفال وعلاجهم من السعال وإفرازات الصدر والأنف، وغيرها.
  • أمراض الطفيليات التي تصيب الجهاز الهضمي والكبد، والجهاز البولي، مثل طفيل البلهارسيا.

ويشمل علم الأمراض في مصر القديمة علاج الكسور والجروح وأيضًا علاج الحروق.

و ذلك باستعمال العسل والدهان الطبيعي النباتي والحيواني لتلطيف الحرق، ودرء القيح الناجم عنه. 

وتطور الطب المصري القديم حتى وصل إلى علاج الأمراض النفسية مثل الشعور بالقلق والتوتر النفسي وعدم الارتياح، وكذلك علاج علامات الشيخوخة.

 الطب المصري القديم- أمراض الجهاز الهضمي 

الطب المصري القديم
الطب المصري القديم

لاقت أمراض الجهاز الهضمي الكثير من الاهتمام في الطب المصري القديم.

حيث أن العديد من الأمراض والأعراض المختلفة قد تم ربطها بأمراض الجهاز الهضمي.

اعتقد المصري القديم أن الإصابة  بسوء الهضم قد يحول الغذاء غير المهضوم إلى مواد ضارة.

وتسبب الألم، والتي تنتشر في جميع أنحاء الجسم من خلال الأوعية الدموية

وتظهر أعراض أمراض الجهاز الهضمي على شكل انتفاخ، أو إمساك.

و كذلك اعتقدوا أن الحزن والغضب يؤثر على القلب، وسوء الهضم يسبب الخوف.

الطب المصري القديم- الوصفات العلاجية النباتية

طب مصر القديم
طب مصر القديم

استخدم الطب المصري القديم النباتات الطبية الموجودة بالبيئة بكثرة في علاج العديد من الأمراض، وكذلك في بعض الوصفات التجميلية.

وقد اشتملت بردية إدوين سميث على:

  • بعض الوصفات العلاجية  للأمراض والمشكلات النسائية.
  •  وصفات لعلاج وتنظيف البشرة.
  • علاج القولون.

ومن أمثلة النباتات والأعشاب الطبيعية المستعملة في الوصفات العلاجية:

  • العسل حيث يدخل في أغلب الوصفات العلاجية.
  • عصير الرمان، وهو قابض ويدخل في وصفات علاج الجهاز الهضمي.
  • تحتوي وصفات علاج الإمساك على التوت، وزيت الخروع والنخيل، وجنين القمح.
  • نبات القنب ووصفات التخدير.
  • البصل في علاج الصداع.
  • علاج قرحة المعدة بالخميرة.
  • استعمال زيت الأرز كمطهر.
  • كذلك  الحنة الفارسية، والتي نمت في مصر منذ عصر الدولة الوسطى ، وكانت تستخدم لعلاج تساقط الشعر.
  •   كما عالج طب مصر القديم النزلات بنبات الصبار الذي يأتي من شرق إفريقيا.

في الطب المصري القديم تم استخدام اللبان  القادم من بلاد بونت كمسكن للألم .

بسبب احتوائه على  رباعي هيدرو كانابينول، واستعملوا أيضًا العسل والشحوم في علاج الجروح.

 وكان  يتم وصف حليب الأم أحيانًا ضد الأمراض الفيروسية مثل نزلات البرد.

ومن تطور الطب في مصر القديمة أنه قد راعى عمر المريض في تحديد الجرعات.

  ومن ملاحظات الطبيب المصري القديم أنه في حال  إذا كان المريض الشاب ناضج و بالغ فقد يستطيع تناول العلاج على شكل أقراص.

وفي حالة الرضع فكان يتم إذابة الأقراص في حليب الرضاعة أو حليب الأم لترطيبه.

كما كان يتم إجراء اختبارات جودة الدواء قبل إعطاؤه للمريض.

الطب المصري القديم- طب العيون عند قدماء المصريين- طب النساء والولادة

اشتهرت العديد من علاجات العيون عند الفراعنة، خاصًة بعد استعمال أحد المراهم من صُنع الطبيب الكاهن والذي عالج عيون أحد الملوك.

وكان يتم استعمال بعض الوصفات في صنع علاج للعين مثل علاج الخراج أو دمل العين؛ باستعمال الكحل الأسود المخلوط بالصنوبر و الحنظل.

كما تم استعمال العسل والخروع في علاج زيادة إفراز الدموع، ومحاولات علاج إعتام القرنية باللبن.

بالطبع لم تكن جميع الوصفات ذات نتائج إيجابية ولكنها تدل على وجود محاولات في علاج أمراض العيون، وإن كان بعضها قد نجح.

مثل علاج العشى الليلي بتناول كبد الثور، حيث ان الكبد بشكل عام يحتوي على فيتامين أ و الذي يسبب نقصه الإصابة بأمراض العيون مثل العشى الليلي. 

بشكل عام اعتقد المصريون القدماء أنَّ من يسبب الأمراض هم  الآلهة أو الشياطين والأرواح.

وكان أغلب الوقت الكاهن أو الساحر هو الطبيب.

لذلك انتشر الاعتقاد بأن الأرواح تغلق قنوات الجسم، وتعيق  طريقة عمله.

  لذلك يبحث الأطباء لفتح هذه القنوات، من خلال  الصلوات والعلاجات الطبيعية الغير متعلقة بالسحر.

البرديات الطبية التي عُثر عليها تصف لنا الكثير عن الطب المصري القديم.

حيث أنها احتوت  على قسم خاص بأمراض النساء والولادة،  وكيفية التعرف إذا ما  كانت المرأة حاملًا أم لا.

كذلك استعمال كرسي الولادة المشهور والذي وُجدت صور تصفه وتصف كيفية الولادة على جدران معبد كوم أمبو، و كانت تلك هي طريقة الولادة آنذاك. 

كما اشتملت تلك البرديّات على  مجموعة كبيرة من الوصفات والنصائح حول:

  • علاج مشكلات البشرة.
  • مشكلات الأسنان.
  • أو أمراض العين.
  • وصفات طبيعية  لعلاج الأمراض المعوية.
  • أو وصف تفصيلي عن الطفيليات وعلاجها.
  • كيفية تصريف وعلاج  الخُراج، وكذلك إزالة الورم جراحيًا.
  • أو علاج الكسور وكيفية عمل الجبيرة من مطحون الشعير واللبن.
  •  وكذلك علاج الحروق بالعسل و الشحوم والدهون.

وغيرها الكثير من وصفات علاج الأمراض في طب مصر القديم.

المصادر

Neveen Helmy Abou El-Soud, research gate.net, February 2010, Accessed.

panelJustinBarrMPhil, Science direct.com

  juJuly 1,  2014, Accessed.

يمكنك معرفة المزيد عن داء العظمة من هنا.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق