الكثير من الأعراض يتسبب بها خمول الغدة الدرقية كالأرق والسمنة بدون سبب وفقدان الشعر وعدم القدرة على تحمل البرودة وغيرها من الأعراض. وذلك فقط لأن هناك قصور في الغدة الدرقية لعدم قدرتها على إفراز الهرمونات الخاصة بها بشكل طبيعي.
ومع مرور الوقت يتسبب عدم علاج خمول الغدة الدرقية إلى مشاكل صحية أخرى مثل ارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم ومشاكل القلب والأوعية الدموية.
ولذلك سنتعرف في هذا المقال كل ما يخص خمول الغدة الدرقية وكيفية التشخيص والعلاج.
ما تحتاج معرفته عن خمول الغدة الدرقية
يحدث خمول الغدة الدرقية عندما لا تقوم الغدة الدرقية بإفراز هرمون الثيروكسين T4 وهرمون ثلاثي يودوثيرونين T3 بالكميات الطبيعية المفروض له.وبالتالي لا تقوم الغدة الدرقية بعملها اللازم للجسم سواء ضبط ضغط الدم وضربات القلب والتحكم بالعضلات وتطور المخ والمحافظة على صحة العظام وغيرها من الوظائف الحيوية.
بالإضافة إلى الكالسيتونين الذي يعمل على تنظيم مستوى الكالسيوم في الجسم.
ويكون علاج قصور الغدة الدرقية باستخدام الهرمونات المصنعة خارجياً والتي تشبه الطبيعية ولا توجد وسيلة لمنع الإصابة في خمول الغدة الدرقية ولكن يمكن التحكم بها عن طريق الأدوية.
أسباب الإصابة بخمول الغدة الدرقية
نظراً لأن كسل أو خمول الغدة الدرقية يحدث عندما لا تقوم الغدة الدرقية بإنتاج ما يكفي من الهرمونات وذلك لتلبية احتياجات الجسم من وظائف حيوية. وبالتالي يؤدي ذلك إلى بطء تلك الوظائف في الجسم. ومن أهم الأسباب المؤدية إلى الإصابة بخمول الغدة الدرقية ما يلي:
- إصابة الجسم بأمراض المناعة الذاتية حيث يهاجم الجسم خلايا الغدة الدرقية نفسها مثل مرض هاشيموتو.
- أو تناول علاج بالسابق للغدة الدرقية مثل العلاج الإشعاعي. حيث يؤثر الإشعاع المستخدم في علاج سرطان الرأس والرقبة في الغدة الدرقية إلى إصابته بقصور الغدة الدرقية والجراحة وغيرها.
- أو بسبب استئصال الغدة الدرقية أو جزء منها مما يؤدي إلى خفض قدرتها على إنتاج الهرمونات أو توقف إنتاجها تماماً.
هناك بعض الأسباب الأخرى ولكنها أقل شيوعاً مثل:
- قلة اليود في الغذاء أو وجود مشاكل خلقية في الغدة الدرقية منذ الولادة.
- هناك بعض الأدوية قد تتسبب في خمول الغدة الدرقية مثل الليثيوم المستخدم في علاج بعض الاضطرابات النفسية. ولذلك إذا كنت تتناول أي دواء يجب عليك استشارة الطبيب الخاص بك عن آثاره السلبية الخاصة بتأثيره على الغدة الدرقية.
- والإصابة بأمراض الغدة النخامية وهو من الأسباب النادرة نسبياً لقصور الغدة الدرقية. وذلك عند فشل الغدة النخامية على إنتاج قدر كافي من الهرمون المحفز للغدة الدرقية TSH وذلك بسبب وجود ورم حميد في الغدة النخامية.
- وجود التهابات في الغدة الدرقية وذلك قد يحدث نتيجة عن عدوى أو عن أمراض المناعة الذاتية أو أي حالة مرضية أخرى تؤثر في الغدة الدرقية.
حيث يحفز التهاب الغدة الدرقية على إفراز كل مخزونها من الهرمون الثيروكسين مرة واحدة.
مما تسبب في زيادة مفاجئة في النشاط الغدة الدرقية وهي حالة مرضية تعرف باسم فرط الغدة الدرقية.
وبعد ذلك يؤدي إلى إصابة الغدة الدرقية بالخمول.
- وقد تصاب بعض السيدات أثناء فترة الحمل أو بعدها بخمول الغدة الدرقية وإذا لم يُعالج فإنه قد يتسبب في حدوث الإجهاض أو الولادة المبكرة أو حتى الإصابة بالتسمم الحملي.
الذي يتسبب فيه ارتفاع كبير في ضغط الدم أثناء الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل و قد يؤثر كسل الغدة الدرقية أيضاً على تطور الجنين.
- وجود نقص في اليود أثناء الطعام حيث تحتاج الغدة الدرقية إلى معدن اليود لإنتاج الهرمونات الدرقية. ويتواجد اليود بصفة أساسية في المأكولات البحرية والنباتات التي تنمو في تربة غنية باليود والملح اليودي. وقد يؤدي نقصه شديد إلى كسل الغدة الدرقية، بالاضافة إلى أن زيادته الكبيرة في الجسم تؤدي إلى تفاقم أو زيادة نشاط الغدة الدرقية.
وهناك بعض عوامل الخطر التي تتسبب في زيادة احتمالية الإصابة بقصور الغدة الدرقية وهي كالآتي:
- تعتبر النساء أكثر عرضة للإصابة بقصور الغدة الدرقية دون من الرجال.
- إذا وُجد تاريخ مرضي من الإصابة بأمراض الغدة الدرقية في العائلة .
- في حالة الإصابة بمرض في المناعة الذاتية مثل مرض السكر من النوع الأول أو الداء البطني.
- في حالة تلقي علاج لمرض فرط الغدة الدرقية.
- إذا قمت بتلقي علاج بالإشعاع على رقبة أو الصدر.
- في حالة الخضوع للجراحة في الغدة الدرقية سواء باستئصال الغدة الدرقية كلها أو جزء منها.
الأعراض وعلامات الإصابة بخمول الغدة الدرقية
تعتمد أعراض خمول أو قصور الغدة الدرقية على شدة الحالة الصحية، ومستوى خمولها. وتبدأ الظهور الشديد للأعراض بعد سنوات من الإصابة بها.
وتشمل أعراض خمول الغدة الدرقية ما يلي:
- الشعور بالتعب والإجهاد.
- وجود حساسية تجاه البرودة.
- الامساك الشديد.
- الإصابة بجفاف جلد.
- تساقط الشعر.
- زيادة في الوزن الجسم بدون سبب.
- انتفاخ الوجه.
- وجود خشونة في الصوت وخشونة الشعر والجلد.
- ضعف في العضلات وترقق الجلد.
- الإصابة بألم في العضلات وتيبسها.
- غزارة أو نزف أكثر من المعتاد في الدورة الشهرية أو عدم انتظامها.
- بطء سرعة ضربات القلب فيما يُعرف ببطء القلب.
- اضطراب النفسية أو الاكتئاب.
- وجود مشاكل في الذاكرة
وقد تظهر أعراض قصور الغدة الدرقية عند الأطفال كما يلي:
- مشاكل في التغذية.
- ضعف النمو.
- بطء في زيادة وزن الجسم.
- اصفرار الجلد وبياض العين فيما يُعرف باليرقان.
- ضعف العضلات.
- تضخم اللسان.
- انتفاخ أو تورم بالقرب من السرة أو فيما يُعرف بإسم الفتق السري.
- بح الصوت.
- الإصابة بالإمساك باستمرار.
وهناك بعض المضاعفات التي تحدث في حالة عدم تلقي العلاج في أسرع وقت وهي كالتالي:
- الدُراق وهو يؤدي إلى تضخم الغدة الدرقية وهي تتسبب في مشاكل في البلع والتنفس.
- مشاكل في القلب، حيث يؤدي قصور الغدة الدرقية إلى الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. وقد تؤدي إلى فشل القلب وذلك بسبب ارتفاع مستوى الكوليسترول الدهني منخفض الكثافة أو الكولسترول الضار LDL والدهون الثلاثية في الدم.
- قد تتسبب في العقم وذلك لأن انخفاض مستوى الهرمونات الدرقية إلى انخفاض مستوى الإباضة وتقلل من الخصوبة.
- كما أنه قد يتسبب في الغياب الخلقية عند الأطفال الذين تكون أمهاتهم مصابة باختلال الغدة الدرقية ولم يتم معالجته.
- اعتلال الأعصاب المحيطية وذلك في حالة عدم علاج خمول الغدة الدرقية لفترة طويلة، الذي يؤدي إلى تضرر الأعصاب المحيطية المسئولة عن نقل المعلومات من الدماغ والحبل الشوكي إلى بقية أجزاء الجسم.
ويتسبب في الألم والخدر والوخز في الذراعين والساقين.
الوسائل التشخيصية قصور الغدة الدرقية
تختلف أعراض كسل الغدة الدرقية من الشخص الآخر ولكنها مشابهة لأعراض مشاكل صحية أخرى. ولذلك لا يعتمد التشخيص على الأعراض فقط، ولكن يعتمد على نتائج اختبارات الدم ويتم في البداية:
- إجراء تشخيص كسل الغدة الدرقية عن طريق قياس مستوى الهرمون المنشط للغدة الدرقية في الدم.
فإذا كان مرتفعاً يجرى الاختبار مجدداً بالإضافة إلى اختبار دم لقياس مستوى هرمون الثيروكسين.
وإذا ظهرت النتيجة أن مستوى الهرمون المنشط للغدة الدرقية مرتفع TSH ومستوى هرمون الثيروكسين T4 منخفض فهذا يعني كسل أو خمول الغدة الدرقية.
- وفي بعض الحالات يتم قياس مستوى هرمون ثلاثي يودوثيرونين أيضاً.
وفي حالة أن الاختبار الثاني وُجد أن مستوى الهرمون المنشط للغدة الدرقية مرتفع ولكن مستوى هرمون الثيروكسين وثلاثي يودوثيرونين طبيعي، فيكون التشخيص قصور بسيط في الغدة الدرقية ولا تتسبب هذه الحالة في ظهور أعراض واضحة.
- ويتم أيضاً متابعة نتائج اختبارات الغدة الدرقية لمساعدة الطبيب في تحديد جرعة الدواء والمدة وتعديلها حسب الحالة الصحية.
- كما أنها تتأثر بتناول المكملات الغذائية مثل البيوتين فهو فيتامين يؤخذ كمكمل مستقل أو كجزء من الفيتامينات المتعددة. ولذلك يجب عليك إخبار الطبيب بأي أدوية أو مكملات غذائية قبل إجراء اختبارات الدم
أهم طرق علاج خمول الغدة الدرقية
يعتمد علاج خمول الغدة الدرقية على تلقي هرمون مشابه للهرمون الذي تفرزه الغدة الدرقية بشكل طبيعي levo T-synthroid. ويتم أخذه بشكل يومي عن طريق الفم في الصباح على معدة فارغة قبل تناول الطعام بمدة من 30 إلى 60 دقيقة أو حتى أخذ دواء آخر.
يقوم الطبيب بتحديد الجرعة المناسبة من الليفوثيروكسين عن طريق قياس مستوى الهرمون المنبه للغدة الدرقية بعد مرور 6 إلى ثمان أسابيع من بدء تناول العلاج.
ويتم إجراء تحليل بشكل دوري وذلك لضبط الجرعة بحسب احتياج المريض والتحكم في خمول الغدة الدرقية وتوفير الهرمون للمساعدة في تنظيم الوظائف والعمليات الحيوية في الجسم.
وتستغرق فترة العلاج ستة أشهر بانتظام حتى يشعر المريض بعودته إلى الحالة الطبيعية.
وهناك بعض الآثار الجانبية للدواء وهي كالآتي:
- الارتعاش.
- الإحساس بخفقان القلب.
- الشعور بالتعب.
- زيادة الشهية
- مشاكل في النوم
ودواء ليفوثيروكسين لا يتسبب عادةً بأي آثار جانبية في حالة تناوله بالجرعة المناسبة ولكن يجب عليك استشارة الطبيب قبل تغير العلامة التجارية للدواء أو في حالة تغير الجرعة.
وقد يقوم الطبيب أيضاً بتقليل الجرعة من الدواء في البداية ثم زيادتها تدريجيًا في حالة الإصابة بمرض الشريان التاجي أو قصور حاد في الغدة الدرقية. حيث يسمح ذلك لقلبك بالتكيف مع زيادة معدل الأيض في الجسم.
ويجب التنبيه أنه لا يجب أخذ الدواء من نفسك، ولكن بعد استشارة الطبيب الخاص بك والمتخصص.
يمكنك قراءة المزيد عن إليك أهم 3 أشخاص معرضون لخطر فرط نشاط الغدة الدرقية
المصادر
Thyroid Problems | Hypothyroidism | Hyperthyroidism – MedlinePlus
