العلاقة بين الرياضة وصحة الأطفال النفسية
يغفل الكثير من الآباء عن العلاقة بين الرياضة و صحة الأطفال النفسية، فتجد أن الأمهات شغلهم الشاغل دائمًا، هو إعداد التغذية المناسبة للطفل للحفاظ على صحته الجسدية، غير متفهمين ضرورة الحفاظ على صحة الطفل النفسية أيضًا.
وللعلاقة الوطيدة بين الرياضة وصحة الأطفال النفسية، جئنا إليكم بهذا المقال، والذي سنجري فيه حديثًا حول العلاقة بين الرياضة وصحة الأطفال النفسية.
ما هي العلاقة بين الرياضة وصحة الأطفال النفسية؟
الرياضة و صحة الأطفال النفسية وجهان لعملة واحدة؛ حيث أن ممارسة الطفل للرياضة تعد من الأمور المهمة والضرورية في حياة طفلك لأنها؛
-
تعزز ثقة طفلك بنفسه
فالرياضة المنتظمة والدورية تعزز عند الطفل القدرة على الوصول إلى هدفه بنجاح وثقة.
وقد أرشدت الإحصائيات إلى أن الأطفال الذين يمارسون نوعًا معينًا من الرياضة، يثقون بأنفسهم بنسبة أعلى من الأطفال الذين لا يمارسون الرياضة أبدًا.
-
الحد من الاضطرابات النفسية
فالرياضة تمكن الطفل من الانخراط مع من حوله فتحميه من مرض العزلة، وكذلك تبين أنها تترك أثرًا إيجابيًا على الأطفال الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه والعديد من الاضطرابات المتعلقة بعدم القدرة على التعلم والتوحد.
-
تحقيق استقلالية الذات
فالرياضة تساعد الطفل على الانخراط خارج محيط منزله.
-
الشعور بالسعادة والحيوية
حيث تساعد الرياضة الطفل في التخلص من الطاقة السلبية التي لديه، مما يمنحه الشعور بالسعادة والحيوية.
-
تنمية روح القيادة:
إذ تمكنه من اتخاذ القرارات المناسبة بنفسه في ظل تواجده خارج محيط منزله أثناء اللعب مع غيره من الأطفال.
أهمية الرياضة في حماية طفلك من الاكتئاب
فوائد الرياضة و صحة الأطفال النفسية لا تقتصر على تنمية عظام وعضلات طفلك فقط، بل وتحميه من خطر الإصابة ببعض الأمراض النفسية مثل: الاكتئاب.
وقد أرشدت الإحصائيات إلى أن حالات الاكتئاب تتصاعد بشكل متزايد في المجتمعات الحديثة بين الأطفال.
وفي هذه الفقرة سنذكر دور الرياضة في تخفيف الاكتئاب والقلق لدى طفلك، والذي يتمثل في الآتي:
- يطلق الجسم بعد ممارسة الرياضة مادة الأندروفين، وهي مادة كيميائية طبيعية تتواجد في الدماغ، وتعزز إحساسه بالرفه والعافية.
- نزع المخاوف من أفكاره-خاصًة بين المراهقين- مما يمكنه من الابتعاد عن دورة الأفكار السلبية التي تغذي الاكتئاب والقلق.
كن مبدعًا مع طفلك
للأهمية القصوى بين الرياضة وصحة الأطفال النفسية، يوصى بأن يكون الآباء مبدعين في البحث عن النشاط البدني لأطفالهم.
فإذا كان لطفلك ميول، فكر في الذهاب لنزهة في الطبيعة؛ لجمع أوراق الشجر والصخور، التي يمكن له استخدامها في الرسم والتلوين.
وإذا كان من هواة التسلق، فاذهب معه إلى أقرب ساحة لعب أو إلى أحد الجدران المخصصة للتسلق.
فما يهمنا هنا هو توفير الجو الملائم للطفل، والذي ينمى حب الرياضة لديه.
أهمية حب طفلك لممارسة الرياضة
ينصح بأن يمارس الطفل الرياضة المفضلة لديه، بشكل متواصل ومستمر؛ وذلك لأن النشاط البدني لطفلك، يمنحه الحياة السليمة جسديًا ونفسيًا.
وهنا نشير إلى أن الأطفال الذين يمارسون الرياضة بانتظام، لديهم دماغ أقوى ومستوى أعلى من الذكاء.
ويرجع ذلك إلى أن ممارسة الرياضة تعزز المادة الرمادية في تسع مناطق مختلفة في المخ، وهذه المادة مهمة لتحسين الإدراك عند الأطفال.
اقرأ المزيد: الصحة النفسية لمشجعي كرة القدم
لماذا يقضي الأطفال معظم وقتهم في مشاهدة التلفاز، أو اللعب بألعاب الفيديو ؟
يرجع ذلك إلى عدة أسباب منها :
- أن الآباء لا يدركون العلاقة بين الرياضة وصحة الأطفال النفسية.
- الخوف والحماية الزائدة من قبل الأهل لأطفالهم.
- عدم وجود المكان المتاح للعب الحركي.
لذلك لا غرابة أن نجد في وقتنا الحاضر أن نسبة ملحوظة من الأطفال يقضون جل وقتهم اليومي في أنشطة غير حركية ، مثل مشاهدة التلفاز، أو اللعب بألعاب الفيديو والحاسب الآلي .
وعلى الرغم من أن هذه الألعاب غير الحركية قد تنمي لديهم الاكتشاف والخيال ، إلا أنها بالتأكيد لا تطور المهارات الإدراكية لديهم ولا تنمي لياقتهم البدنية.
ما مقدار النشاط البدني الذي يوصى به لطفلك؟
توصى منظمة الصحة العالمية بأن الأطفال والمراهقين من عمر خمسة أعوام وحتى سبعة عشر عامًا :
- ينبغي لهم مزاولة 60 دقيقة يومياً على الأقل من النشاط البدني الذي يتراوح ما بين الاعتدال والحدة.
- كما يجب أن ينطوي هذا النشاط البدني على أنشطة لتقوية العضلات والعظام ثلاث مرات أسبوعياً على الأقل.