طب وصحة

كل ما تريد معرفته عن الفصام – أسبابه،أعراضه وطرق العلاج

الفصام أو كما يعتقد البعض بأنه المرض الذي يفصلك بين عالمين،  عالم من وحي خيالك المريض نفسيا والآخر واقعي تهرب منه ولا تشعر بنفسك إلا وانت تتجول بينهما. 

مرض الفصام النفسي العقلي – ما هو وما هي أسبابه؟  وهل يكن الشخص فعلا بين عالمين وشخصيتين أم هذا من وحي خيال الأفلام؟ 

هذا ما سنتناوله من خلال المقال. 

تعريف مرض الفصام

هو اضطراب حاد في المخ  وهو مزمن أي يستمر مع الشخص وأعراضه تتراوح بين بسيطة وشديدة الخطورة علي الرغم من قلة حدوث المرض. 

ويجعل مرض الفصام أو فيما يعرف بالشيزوفرينيا  الشخص مشوشا من ناحية التفكير أو التصرفات أو الحركة وأيضا من ناحية التعبير عن مشاعره ورأيه. 

ويري صاحبه العالم والعلاقات من منظور نفسي معين لذلك قد يتسبب له في مشاكل متعلقة بالعمل والمجتمع ومنه العلاقات الحميمية كالزوجة أو حتي الأبناء. 

يؤثر مرض الفصام علي الذكر والأنثى علي السواء ولكن قد تظهر الأعراض مبكرا علي الذكر. 

هل الفصام هو مزيج بين شخصتين عند المريض به ؟ 

الإجابة هي لا، وذلك لأن مرض الفصام مريض مضطرب في المخ حيث فقد قدرته علي التواصل مع العالم والواقع من حوله فيفصم عنه. 

وهذا ليس له علاقة بكون الشخص مزدوج الشخصية. 

أنواع مرض الفصام

  • فصام المطاردة حيث يشعر المريض بأن هناك من يطارده ويلاحقة. 
  • الفصام اللا منتظم حيث يشعر المريض بعدم الراحة والإرتباك ومشاكل في التواصل ومنها التلعثم. 
  • فصام جامودي حيث تظهر الأعراض واضحة مميزة علي الشخص حيث يتسم بالجمود وقلة الحركة وتنعدم محاولته نفسها للحركة ويصبح كالحجر صلبا لا يتحرك. 
  • الفصام لا متميز واعراضه غير واضحة علي المريض عكس باقي الأنواع. 
  • فصام متبقي وهو الذي تستمر فيه بعض الأعراض مثل الهلوسة والأوهام ولكنها تكن متقصلة في حدتها وأخف من ذي قبل. 

الأعراض التي تظهر علي مريض الفصام 

كما تم ذكر بأنه مرض مرتبط بالمخ والأفكار فإن الأعراض تبدأ من أفكار الشخص واعتقاداته التي قد لا يكن لها أي أساس من الصحة والعقل ولكنه يتبعها. 

مثل شعوره بأن هناك أشخاص يحاولون ايذاءه فقد يسمع أصواتا غير موجوده. 

أو يشعر بأشياء غير محسوسة. 

 لذلك يعرفه بعض الأطباء بأنه نوع من الذهان العقلي. 

وتتصنف أعراض الفصام غالبا الي نوعين :

الأعراض الموجبة ومنها:

  • تغير في السلوك والحركة. 
  • الهلوسة حيث يشعر أو يشم بأشياء غير موجوده في أرض الواقع ولكنه يشعر بها ويعتقدها حقيقية. ويعتبر سماع الأشياء هو العرض الإيجابي الأكثر شيوعا لدي مريض الفصام. 
  • الأوهام وهو اعتقاد حيث يوهم المريض نفسه بأفكار وقناعات حتي وإن كانت خاطئة أو حتي غير واقعية كمن يشعر أن الجميع يكرهه أو يحاول إيذاءه وبالتالي ينتج عنها تصرفات غير سوية وتتطور فيما بعد تلك الأوهام لتصبح أشد خطورة. 
  • يصبح المريض بطئ الحركة. 
  • عدم القدرة علي اتخاذ القرارات. 
  • تركيب جمل غير واضحة وغير مفهومة. 
  • يتحرك بحركات غير منتظمة وغير سوية وعشوائية علي سبيل المثال يتحرك بحركات دائرية أو ذهابا وإيابا. 
  • صعوبة في التركيز والانتقال من فكرة إلي فكرة أخري.
  • تغييرات في سلوكه وأفكاره فيشعر بأنها لا تخصه وأنه غير مسئول عنها ولكن شخصا آخر قد زرعها بداخله رغما عنه. 

الأعراض  السلبية وهي أعراض قد تظهر مبكرا بسنوات قبل ظهور أول نوبة من الفصام  علي المريض  ومنها :

  • العزلة الإجتماعية حيث يصبح الشخص أكثر عزلة عن الآخرين. 
  • فقد الإهتمام بمظهره الخارجي ولا ملبسه أو حتي نظافته الشخصية. 
  • قلة التركيز والتشتت. 
  • يفقد الإهتمام بالحياة. 
  • يصبح أكثر جلوسا فالبيت ولا يغادره. 
  • الشعور بعدم الراحة من الناس. 
  • انعدام الإحساس. 
  • إتباع عادات صحية سيئة. 
  • مشاكل في الأداء الوظيفي والتعامل المجتمعي. 
  • تقلبات مزاجية علي سبيل المثال  يصبح أكثر حزنا لدرجة قد تصل للإكتئاب أو يصبح أكثر فرحة. 

وقد تظهر أعراض خاصة للمراهقين مثل :

  • إحتقار الذات. 
  • اضطراب النوم. 
  • الإنعزال عن المجتمع. 

قد تتفاقم الأعراض عن مريض الفصام فتصبح مضاعفات مثل :

  • عدم القدرة علي العمل. 
  • خلل في الحركة. 
  • تعاطي المخدرات كالماريغوانا وغيرها وتعاطي الكحول. 
  • محاولته لإيذاء نفسه عن طريق الإنتحار. 
  • السلوك العدواني والعنف مع الآخرين. 

تختلف الأعراض من شخص لآخر وحسب نوعها وشدتها مع الوقت. 

حيث يتخللها فترات من التدهور والنقص أو مراحل من الزيادة والتفاقم أو حتي الإستمرار كما هي. 

يجب زيارة الطبيب فور ظهور تلك الأعراض حتي يتم التشخيص مبكرا وهذا سيتم عبر الأهل أو  الأشخاص المحيطين بالمريض. 

وذلك لأن مريض الفصام لا يشعر لحاجته الي طبيب نفسية. 

فيجب علي المحيطين بالمريض أن يتواصلو مع الطبيب المختص وتوفير وسائل الدعم والمساندة. 

الأسباب المؤدية للفصام 

يعتبر السبب الرئيسي غير واضح حتي الآن ولكن يعتقد الباحثون ف الصحة النفسية أن الأمر يتعلق بكمياء المخ .

وذلك من حيث التوازن في النواقل العصبية مثل الناقل العصبي الدوبامين أو الجلوتامات. 

لذلك فإن حدوث خلل بهما قد تسبب في فصام الشخصية عن الواقع. 

ولكن هناك بعض العوامل التي قد تساهم في تكوين مرض الفصام مثل :

  • الوراثة. 
  • الجانب السئ من الأهل مثل التربية السيئة أو ضعف في الشخصية مما أدي الي تكوين شخصية مريضة بالفصام فيما بعد وغير سوية. 
  • عوامل بيئية. 
  • عمليات كيميائية داخل المخ. 

طرق تشخيص مرض الفصام 

يقوم الطبيب اولا بالفحص السريري ومراجعة الاعراض التي تظهر علي الشخص وتصرفاته وتاريخه المرضي أيضا.

وذلك من خلال تقييم خاص بمرضي الفصام مثل الدليل التشخيصي والإحصائي للإضطرابات العقلية أو فيما يعرف ب( DSM-5) من خلال جمعية الطب النفسي الأمريكي. 

نظرا لعدم وجود اختبارات معملية خاصة بتحليل مرض الفصام فإن الطبيب قد يشير إلي إجراء فحص بالأشعة مثل التصوير المقطعي بالأشعة السينية (X-Ray ). 

ويتأكد الطبيب من التشخيص إذا استمرت الأعراض فترة لا تقل عن 6 شهور. 

وقد يحتاج أيضا لإجراء فحص لإستبعاد المسببات الأخري التي قد تسبب في أعراض مشابهة للفصام مثل الكحول أو المخدرات وغيرها. 

وسائل علاج مريض الفصام 

كلما قدم المريض علي العلاج مبكرا كلما كان أفضل له حيث يقوم العلاج بتخفيف الأعراض وتقليص من مرات تكرارها ويشتمل العلاج علي :

  • العلاج التأهيلي والذي يؤهل المريض نفسيا للممارسة حياته والاندماج مع المجتمع. 
  • علاج نفسي  حيث يقوم الطبيب بشرح المرض للمريض لفهمه ومعرفته طريقة التعامل معه ولمواجة المشكلة والحد منها ويساعد في هذا بشكل كبير العائلة حيث تقدم الدعم النفسي والمعنوي الذي يحتاجه المريض. 
  • العلاج الدوائي وهي أدوية مضادة للذهان وهي أكثر شيوعا في العلاج حيث تسيطر علي الدوبامين وهو ناقل عصبي في المخ يعتقد العلماء أنه من ضمن أسباب حدوث الفصام. 

ويصفها الطبيب بأقل جرعة لتحسين الأعراض وقد يصف معها بعض الأدوية المضادة للإكتئاب والقلق لمدة أسابيع حتي تتحسن الأعراض. 

ومن ضمن الأدوية المضادة للذهان أدوية من الجيل الأول والثاني 

أدوية الجيل الثاني وهي أفضل في العلاج وذلك لقلة الآثار الجانبية التي تتسبب بها ومنها :

  • أريبيبرازول وهو في شكل أقراص أو حقن ممتد المفعول. 
  • كاربيرازين. 
  • كلوزابين. 
  • لوراسيدون. 
  • أولانزابين. 
  • كواتيابين. 

ومن أدوية الجيل الأول لمضادة للفصام :

  • كلوربرومازين. 
  • فلوفيازابين وهو يتواجد في شكل أقراص أو حقن ممتد المفعول. 
  • هالوبيردول. 
  • العلاج بالصدمات الكهربائية. 
  • العلاج الجراحي في نسيج المخ. 

قد يصف الطبيب للشخص المصاب بأن يبقي في المستشفى للإستشفاء .

ولكن هذا لن يستمر فترة طويلة بمعني أنهم سيبقون في المشفي فترة مؤقتة ثم يرجعون لممارسة حياتهم مع أهلهم . 

يجب معرفة أن مرض الفصام لا يمكن علاجه وكل الطرق العلاجية هي لتخفيف الأعراض وتقليل تكرارها. 

مرض الفصام مرض كباقي الأمراض وله أسس بيولوجية علمية ونفسية يجب أخذ الحذر معه.

وعدم التغافل عنه حتي لا يتسبب في إيذاء مريضه أو حتي من حوله دون قصد أو وعي من المريض. 

المصادر 

Reviewed by Smitha Bhandari, Schizophrenia: An Overview, MD on January 21, 2020. 

Medically reviewed by Timothy J. Legg, Ph.D., CRNP — Written by Tim Newman, Understanding the symptoms of schizophrenia, Updated on April 23, 2020

يمكنك معرفة المزيد عن الرنين المغناطيسي علي المخ من هنا.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق