تؤثر الغدة الدرقية في الكثير من وظائف الجسم المختلفة، لذا فإن أي مشكلة تصيب الغدة الدرقية تؤثر سلباً على عملية الأيض وانتظام ضربات القلب وحرارة الجسم وغيرها، ومن هذه الإضطرابات هو اضطراب وظائف الغدة الدرقية الناتج عن الأميودارون (كوردارون) . و سنتعرف فيما يلي كل ما يخص الغدة الدرقية ومدى تأثير عقار الأميودارون (كوردارون) على الغدة الدرقية كأحد أعراضه الجانبية.
ما تحتاج معرفته عن الغدة الدرقية
الغدة الدرقية هي غدة صغيرة توجد تحت الجلد تحته تفاحة آدم في الرقبة، ويبلغ قياسها حوالي 5 سم وهي تشبه الفراشة أو و ربطة العنق.
ويمكن تحسسها بسهولة في حالة تضخمها فيما يعرف بالدراق، وقد تظهر بشكل انتفاخ بارز عند أسفل أو على جانبي تفاحة ادم.
وتعمل على إفراز الهرمونات الدرقية والتي تتحكم في عملية الأيض. وذلك عن طريق تحفيز جميع أنسجة الجسم على إنتاج البروتين بالإضافة إلى زيادة كمية الأكسجين التي تستخدمها الخلايا.
وبالتالي تؤثر في العديد من الوظائف الحيوية في الجسم مثل ضربات القلب ومعدل حرق السعرات الحرارية وترميم الجلد. وتنظيم درجة حرارة الجسم والخصوبة والهضم وغيرها من الوظائف الحيوية.
الوظائف الحيوية ومهام الغدة الدرقية
هناك نوعان من الهرمونات التي تفرزها الغدة الدرقية وهما هرمون الثيروكسين أو رباعي يودوثيرونين T4 و ثلاثي يودوثيرونين T3.
- ويعتبر الهرمون رباعي يودوثيرونين أو ثيروكسين من الهرمونات الرئيسية التي تفرزها الغدة الدرقية لها تأثير طفيف على زيادة سرعة معدل التمثيل الغذائي وعملية الأيض.
- كما أن عمل الغدة الدرقية تقوم بمساعدة في إنتاج الكالسيتونين الذي يعمل على تحسين قوة العظام. وذلك عن طريق المساعدة في إدخال الكالسيوم إلى العظام.
- وبمساعدة هرمون ثلاثي يود الثيرونين فإنه يساعد في تنظيم عملية الأيض والهضم وضربات القلب. والتحكم في العضلات بالإضافة إلى تطور المخ والمحافظة على صحة العظام.
- كما تعمل على التحكم في درجة حرارة الجسم.
- بالإضافة إلى أنها تلعب دور هام في نمو الطفل واكتمال نمو الدماغ لديه.
- كما أنها تساعد في تحسين التركيز وتحفيز الاستجابة العصبية من الدماغ.
- وتعمل عليها تجديد واستبدال الخلايا الميتة في الجسم وذلك بسبب تأثيرها على عملية الأيض وإنتاج الطاقة.
اضطراب وظائف الغدة الدرقية الناتج عن الأميودارون (كوردارون)
اضطراب وظائف الغدة الدرقية الناتج عن استخدام عقار أميودارون (كوردارون) هو شكل من أشكال فرط نشاط الغدة الدرقية. وذلك بنسبة 1-12٪. وذلك عند العلاج بدواء الأميودارون (كوردارون) الذي يستخدم كمضاد لاضطرابات النظم للقلب وذلك لأنه يحتوي على كمية كبيرة من اليود.
حيث يعد هذا كأحد الآثار الجانبية الكبيرة له، حيث يؤثر على العديد من أعضاء أجهزة الجسم. بما في ذلك الجهاز التنفسي والهضمي والعصبي بالإضافة إلى الجلد والعينين والغدة الدرقية.
كما أن الاضطراب الدرقي الأشيع الذي ينتج عن الأميودارون (كوردارون) هو قصور في الغدة الدرقية ويحدث في نسبة 6-32% من المرضى.
كما أن اضطراب وظائف الغدة الدرقية عن الأميودارون (كوردارون) يختلف باختلاف المنطقة الجغرافية وهو أكثر شيوعاً في المناطق التي يقل فيها تناول اليود الغذائي. وذلك عند حوالي 10-12% من المرضى في تلك المناطق. ويحدث عند 3-5 ٪ من المرضى في الولايات المتحدة.
وقد يحدث اضطراب وظائف الغدة الدرقية الناتج عن استخدام الأميودارون (كوردارون) سريرياً في وقت مبكر بعد استخدام الدواء أو حتى بعد وقت متأخر بعد مرور بضع سنوات.
أعراض وعلامات اضطراب وظائف الغدة الدرقية الناتج عن الأميودارون (كوردارون)
ويظهر اضطراب وظائف الغدة الدرقية عن الأميودارون (كوردارون) كأحد أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية وذلك مثل ما يلي:
- عدم انتظام ضربات القلب.
- وتفاقم حالة القلب الموجودة مسبقاً مثل قلب القفاري أو قصور القلب.
- بالاضافة إلى فقدان الوزن.
- والحمى وعدم القدرة على تحمل درجات الحرارة المرتفعة.
- كما أنه يزيد خطر الإصابة بأحد أمراض القلب والأوعية الدموية.
- ترقق الجلد.
- اضطرابات الجهاز الهضمي ومن أهمها الإصابة بالإمساك.
طرق تشخيص اضطراب وظائف الغدة الدرقية الناتج عن الأميودارون (كوردارون)
في بعض الحالات قد يكن تأثير اضطراب وظائف الغدة الدرقية الناتج عن الأميودارون (كوردارون) خطير لدرجة تأثره السلبي على عضلة القلب. وقد تتحسن بعض الحالات بشكل عفوي دون تدخل ولكن يجب تشخيصه على كل حال، وذلك حتى يتم الوصول إلى المستويات الطبيعية للهرمون.
- ويمكن إجراء تشخيص سريري ومعملي عن طريق قياس مستويات هرمون الغدة الدرقية، بالإضافة إلى قياس مستويات النوكليوتيد المشع مثل اليود المشع.
- وإجراء التصوير بالموجات فوق الصوتية للغدة الدرقية باستخدام دوبلر تدفق اللون.
- وقياس مستويات انترلوكين6 أو قياس مستوى بيتا جلوكورونيداز في الدم.
ولكن يجب التنويه أن هذه الاختبارات ليس معياراً ذهبياً حيث قد تظهر دراسة التصوير وجود اضطرابات. ويمكن التأكد منها عن طريق إجراء اختبارات مستويات نشاط الغدة الدرقية وهي كالآتي:
- مستوى هرمون الثيروكسين T4 من 4.5 – 11.5 ميكروجرام لكل ديسيلتر.
- مستوى هرمون ثلاثي يودوثيرونين T3 من 100-200 نانوجرام لكل ديسيلتر.
- قياس مستوى هرمون منبة الغدة الدرقية TSH من 0.4-4 ملى وحدة لكل لتر.
طرق علاج اضطراب وظائف الغدة الدرقية الناتج عن الأميودارون (كوردارون)
هناك خيارات علاجية مختلفة وفقاً لنوع اضطراب وظائف الغدة الدرقية الناتج عن الأميودارون (كوردارون) .
حيث يعالج النوع الأول منه من خلال الثيوناميدات بالإضافة إلى بيركلورات الصوديوم وذلك لتقليل هرمونات الغدة الدرقية.
ويمكن استخدام اليود المشع كعلاج نهائي أو حتى استئصال الغدة الدرقية بعد استقرار مستويات هرمونات الغدة الدرقية وإعادتها إلى حالتها الطبيعية.
أما بالنسبة للنوع الثاني منها فإنه يعالج من خلال الستيرويدات القشرية والي تقلل من طول الاضطرابات وذلك من خلال تأثيرها المضاد للالتهاب والمثبط المناعة.
أما بالنسبة للنوع الثالث فيمكن به استخدام كلا من الطريقتين وذلك مع إعادة تقييم الحالة بناءاً على استجابة الجسم للعلاج.
وفي حالات اضطراب وظائف الغدة الدرقية الناتج عن الأميودارون (كوردارون) التي لا تستجيب للعلاج بغض النظر عن النوع، إلى استخدام البلازما أو الجراحة.
ويوصى بمتابعة الحالة الصحية للمرضى الذين يتناولون الأميودارون (كوردارون) وذلك بتقييم وظيفة الغدة الدرقية بانتظام أثناء تناول العلاج ولمدة عام على الأقل بعد التوقف عن تناول الدواء.
إقرأ المزيد عن 7 أسباب رئيسية تؤدي إلى الإصابة بالتهاب الغدة الدرقية
المصادر
